الموسوعة الحديثية


- كانتْ في نَفْسي مَسألةٌ قد أحْزَنَني أنِّي لم أسألْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنها، ولم أسمَعْ أحَدًا يَسْألُه عنها، فكنْتُ أتَحيَّنُه، فدخَلْتُ عليه ذاتَ يومٍ وهو يَتوضَّأُ، فوافَقْتُه على حالَتَينِ كنْتُ أحِبُّ أنْ أوافِقَه عليهما، وجَدْتُه فارِغًا طيِّبَ النَّفسِ فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ائذَنْ لي فأسألُكَ؟ قالَ: نعمْ، سلْ عمَّا بدا لكَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما الإيمانُ؟ قالَ: السَّماحةُ والصَّبرُ، قُلْتُ: فأيُّ المُؤمِنينَ أفضَلُ إيمانًا؟ قالَ: أحسَنُهم خُلُقًا، قُلْتُ: فأيُّ المُسلِمينَ أفضَلُ إسْلامًا؟ قالَ: مَن سَلِمَ المُسْلِمونَ مِن لِسانِه ويَدِه، قُلْتُ: فأيُّ الجِهادِ أفضَلُ؟ فطَأْطأَ رأسَه فصمَتَ طَويلًا حتَّى خِفْتُ أنِّي قد شقَقْتُ عليه، وتمنَّيْتُ أنِّي لم أكُنْ سألْتُه، وقد سمِعْتُه بالأمْسِ يَقولُ: إنَّ أعظَمَ المُسلِمينَ في المُسلِمينَ جُرمًا لمَنَ سألَ عنْ شَيءٍ لم يُحَرَّمْ عليهم فحُرِّمَ عليهم مِن أجْلِ مَسألَتِه، فقُلْتُ: أعوذُ باللهِ مِن غضَبِ اللهِ وغضَبِ رَسولِه، فرفَعَ رأْسَه، فقالَ: كيف قلْتَ؟ قُلْتُ: أيُّ الجهادِ أفضَلُ؟ فقالَ: كلمةُ عَدلٍ عندَ إمامٍ جائرٍ.
الراوي : عمير بن قتادة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6793 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]