الموسوعة الحديثية


- بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا، فقيل من هذا ؟ قال : جبريلُ، قيل : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ، - قيل : وقد أرسلَ إليه ! مرحبًا به -، ونعم المجيءُ جاء . فأتيتُ على آدمَ عليهِ السلامُ، فسلَّمتُ عليه، قال : مرحبًا بك من ابنٍ ونبيٍّ . ثم أتينا السماءَ الثانيةَ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريلُ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمدٌ . فمثل ذلك، فأتيتُ على يحيى وعيسى، فسلَّمتُ عليهما، فقالا : مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ . ثم أتينا السماءَ الثالثةَ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريلُ . قيل : ومن معك ؟ قال : محمدٌ . فمثل ذلك، فأتيتُ على يوسفَ عليه السلامُ، فسلَّمتُ عليه، قال : مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ . ثم أتينا السماءَ الرابعةَ، فمثلَ ذلك، فأتيتُ على إدريسَ عليه السلامُ، فسلَّمتُ عليه . فقال : مرحبًا بك، من أخٍ ونبيٍّ . ثم أتينا السماءَ الخامسةَ، فمثلَ ذلك، فأتيتُ على هارونَ، فسلَّمتُ عليه، قال : مرحبًا بك، من أخٍ ونبيٍّ . ثم أتينا السماءَ السادسةَ، فمثلَ ذلك . ثم أتيتُ على موسى عليه السلامُ، فسلَّمتُ عليه، فقال : مرحبًا بك، من أخٍ ونبيٍّ، فلما جاوزتُه، بكى . قيل : ما يُبكيك ؟ قال : يا ربِّ هذا الغلامُ الذي بعثتَه بعدي، يدخل من أُمته الجنةَ، أكثرُ وأفضلُ مما يدخل من أمتي . ثم أتينا السماءَ السابعةَ، فمثلَ ذلك، فأتيتُ على إبراهيم، فسلَّمتُ عليه، فقال : مرحبًا بك، من ابنٍ ونبيٍّ . ثم رُفع لي البيتُ المعمورُ، فسألتُ جبريلَ، فقال : هذا البيتُ المعمورُ، يصلي فيه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، فإذا خرجوا منه، لم يعودوا فيه آخر ما عليهم . ثم رُفعتْ لي سدرةُ المنتهى، فإذا نبِقُها مثلُ قلالِ هجرَ، وإذا ورقُها مثلُ أذانِ الفيَلةِ، وإذا في أصلها أربعةُ أنهارٍ، نهران باطنان، ونهران ظاهران . فسألتُ جبريلَ، فقال : أما الباطنان ففي الجنةِ، وأما الظاهران فالفراتُ والنيلُ . ثم فرضت عليَّ خمسون صلاةً، فأتيتُ على موسى، فقال : ما صنعتَ قلتُ : فُرضت عليَّ خمسون صلاةً، قال : إني أعلم بالناس منك، إني عالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، وإنَّ أمتكَ لن يُطيقوا ذلك، فارجعْ إلى ربِّك، فاسألْه أن يخففَ عنك . فرجعتُ إلى ربي، فسألتُه أن يخفِّف عني، فجعلها أربعينَ . ثم رجعتُ إلى موسى عليهِ السلامُ، فقال : ما صنعتَ ؟ قلتُ : جعلها أربعينَ، فقال لي مثل مقالتهِ الأولى . فرجعتُ إلى ربي عز وجل، فجعلها ثلاثينَ . فأتيتُ على موسى عليه السلامُ، فأخبرتُه، فقال لي مثل مقالتهِ الأُولى . فرجعتُ إلى ربي، فجعلها عشرينَ، ثم عشرةٍ، ثم خمسةً . فأتيتُ على موسى، فقال لي مثلَ مقالتهِ الأولى، فقلتُ : إني أستحي من ربي عز وجل أن أرجعَ إليه، فنودي : أن قد أمضيتُ فريضتي، وخففتُ عن عبادي، وأُجزي بالحسنةِ عشرَ أمثالها
الراوي : مالك بن صعصعة الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم : 447 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه النسائي (447) واللفظ له، وأخرجه البخاري (3207)، ومسلم (164) باختلاف يسير | شرح حديث مشابه