الموسوعة الحديثية


- أنَّ الوليدَ بنَ المغيرةِ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقرأَ عليْهِ القرآنَ فَكأنَّهُ رقَّ لَهُ فبلغَ ذلِكَ أبا جَهلٍ فأتاهُ فقالَ يا عمُّ إنَّ قومَكَ يرونَ أن يجمعوا لَكَ مالًا. قال: لِمَ؟ قالَ: ليُعطوكَ فإنَّكَ أتيتَ محمَّدًا لتعرضَ لما قبلَهُ قالَ: قد علِمَتْ أنِّي من أَكثرِها مالًا. قالَ: فقيلَ فيهِ قولًا يبلغُ قومَكَ أنَّكَ منْكِرٌ لها أو أنَّكَ كارِهٌ لَهُ قالَ: وماذا أقولُ؟ فواللَّهِ ما فيكم رجلٌ أعلمَ بالأشعارِ منِّي، ولا أعلمَ برجزهِ ولا بقصيدِهِ منِّي ولا بأشعارِ الجنِّ واللَّهِ ما يشبِهُ الَّذي يقولُ شيئًا من هذا وواللَّهِ إنَّ لقولِهِ الَّذي يقولُ حلاوةً، وإنَّ عليْهِ لطلاوةً وإنَّهُ لمثمرٌ أعلاهُ مغدِقٌ أسفلُهُ وإنَّهُ ليعلو وما يُعلى، وإنَّهُ ليَحطِمُ ما تحتَهُ قالَ: لا يرضى عنْكَ قومُكَ حتَّى تقولَ فيهِ. قالَ فدَعني حتَّى أفَكِّرَ فيه، فلمَّا فَكَّرَ قالَ هذا سِحرٌ يؤثَرُ بأثرُهِ عن غيرِهِ فنزلَت: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا يعني الآياتِ
خلاصة حكم المحدث : روي مرسلاً
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الذهبي | المصدر : تاريخ الإسلام الصفحة أو الرقم : 1/154
التخريج : أخرجه الحاكم (3872)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (134) باختلاف يسير
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[المستدرك على الصحيحين] (2/ 550)
: ‌3872 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم، إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا. قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا. قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له قال: وماذا أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: " هذا سحر يؤثر يأثره من غيره فنزلت {ذرني ومن خلقت وحيدا} [[المدثر: 11]] هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه.

شعب الإيمان (1/ 156 ت زغلول)
: ‌134 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأن رق له، فبلغ ذلك أبا جهل-فذكر ما جرى بينهما-إلى أن قال الوليد: والله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيدته مني، ولا بأشعار الجن. والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته وذكر الحديث. قال البيهقي-رحمه الله-هكذا حدثناه موصولا. ورواه حماد بن زيد عن أيوب، عن عكرمة مرسلا، وذكر الآية التي قرأها: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} [[النحل:90]]. وروينا من وجه آخر عن ابن عباس أتم من ذلك حين اجتمع الوليد بن المغيرة ونفر من قريش، وقد حضر الموسم ليجتمعوا على رأي واحد فيما يقولون في محمد صلى الله عليه وسلم لوفود العرب فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس! فقل وأقم رأيا نقوم به. فقال: بل أنتم فقولوا، أسمع. فقالوا: نقول كاهن. فقال: ما هو بكاهن. لقد رأيت الكهان، فما هو بزمزمة الكاهن وسحره. فقالوا: نقول: هو مجنون. فقال: ما هو بمجنون، ولقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته. فقالوا: نقول: شاعر. قال: ما هو بشاعر، ولقد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر. قالوا: فنقول: هو ساحر. قال: فما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم، فما هو بنفثه ولا عقده. فقالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لمغدق، وإن فرعه لجنى فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل. وإن أقرب القول أن تقولوا: ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه، وبين المرء وبين أخيه، وبين المرء وبين زوجه، وبين المرء وبين عشيرته فتفرقوا عنه بذلك. فأنزل الله عز وجل في الوليد بن المغيرة: {ذرني ومن خلقت وحيدا}. إلى قوله {سأصليه سقر} [[المدثر:11 - 26]].

شعب الإيمان (1/ 158 ت زغلول)
: 135 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس-رضي الله عنهما-أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش … فذكره. وقد ذكرناه في كتاب دلائل النبوة في الجزء الثامن منه مع سائر ما ورد عن النضر بن الحارث وعتبة بن ربيعة وغيرهما فيما قالوا عند سماع القرآن واعترفوا به من أنهم لم يسمعوا بمثله. وفي القرآن وجهان من الإعجاز: أحدهما: ما فيه من الخبر عن الغيب وذلك في قوله عز وجل:{ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [[التوبة:33، والصف:9]]. وقوله: {ليستخلفنهم في الأرض} [[النور:55]]. وقوله في الروم: [[الآيتان:3 و 4]]. {وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين}. وغير ذلك من وعده إياه بالفتوح في زمانه وبعده، ثم كان كما أخبر. ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم النجوم ولا الكهانة ولا يجالس أهلها. والآخر: ما فيه من الخبر عن قصص الأولين من غير خلاف ادعي عليه فيها فيما وقع الخبر عنه ممن كان من أهل تلك الكتب. ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ كتابا ولا يخطه ولا يجالس أهل الكتاب للأخذ عنهم. وحين زعم بعضهم أنه يعلمه بشر رد الله تعالى ذلك عليه فقال: {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} [[النحل:103]].