الموسوعة الحديثية


- أنَّ سهلَ بنَ أبي أُمامةَ حدَّثه ، أنه دخَل هو وأبوه على أنسِ بنِ مالكٍ زمنَ عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ وهو أميرٌ ، فصلَّى صلاةً خفيفةً ، كأنهَّا صلاةُ مُسافِرٍ ، أو قريبٌ منها ، فلما سلَّم قال : يرحمُكَ اللهُ ، أرأيتَ هذه الصلاةَ المكتوبةَ ، أم شيءٌ تنفَّلتَه ؟ قال : إنها المكتوبةُ ، وإنها لصلاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ما أخطَأتُ منها إلا شيئًا سهَوتُ عنه ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ : لا تُشدِّدوا على أنفسِكم فيُشدَّدَ عليكم ، فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفسِهم فشُدِّدَ عليهِم ، فتلك بقاياهم في الصوامعِ والدياراتِ ، رهبانيةً ابتَدَعوها ما كتَبْناها عليهِم ، ثم غدوا منَ الغدِ ، فقالوا : نركبُ ، فننظرُ ونعتبرُ ، قال : نعَم ، فركِبوا جميعًا ، فإذا هم بديار قَفرٍ ، قد باد أهلُها وانقَرَضوا ، وبقيَتْ خاويةً على عروشِها ، فقالوا : أتَعرِفُ هذه الديارَ ، قال : ما أعرِفُني بها وبأهلِها ، هؤلاءِ أهلُ ديارٍ أهلَكهم البغيُ والحسدُ ، إنَّ الحسدَ يُطفِئُ نورَ الحسناتِ ، والبغيُ يصدقُ ذلك ، أو يكذبُه ، العينُ تَزني ، والكفُّ ، والقدَمُ ، واليدُ ، واللسانُ ، والفَرجُ يُصدِّقُ ذلك ، أو يُكذبُه
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 259 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح