الموسوعة الحديثية


- أتاني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنِّي سأعرِضُ عليكِ أمْرًا، فلا عليكِ أنْ تَعجَلي فيه حتى تُشاوِري أبَوَيْكِ. فقُلتُ: وما هذا الأمْرُ؟ قالت: فتلا علَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28 - 29]. قالت عائِشةُ: فقُلتُ: وفي ذلك تأمُرُني أنْ أُشاوِرَ أبوَيَّ؟ بل أُريدُ اللهَ ورَسولَهُ والدَّارَ الآخِرةَ. قالت: فسُرَّ بذلك النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأعجَبَه، وقال: سأعرِضُ على صَواحِبِكِ ما عرَضتُ عليكِ. قالت: فقُلتُ له: فلا تُخبِرْهنَّ بالذي اختَرتُ. فلم يَفعَلْ، وكان يَقولُ لَهُنَّ كما قال لِعائِشةَ، ثم يَقولُ: قدِ اختارَتْ عائِشةُ اللهَ ورَسولَهُ والدَّارَ الآخِرةَ. قالت عائِشةُ: قد خَيَّرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلم نَرَ ذلك طَلاقًا.