الموسوعة الحديثية


- من سيِّدُكم وزعيمُكم ؟ " فأَشَرْنا جميعًا إلى المنذِرِ بنِ عائدٍ، فقال النَّبيُّ : أهذا الأشَجُّ ؟ فكان أولَ يومٍ وُضِعَ عليه هذا الاسمُ لضربةٍ كانت بوجهِه بحافرِ حمارٍ قلنا : نعم يا رسولَ اللهِ ! فتخلَّفَ بعد القومِ؛ فعقَل رواحلَهم، وضَمَّ متاعَهم، ثم أخرج عيْبَتَه فألقى عنه ثيابَ السفرِ، ولبس من صالحِ ثيابِه، ثم أقبل إلى النَّبيِّ وقد بسط النَّبيُّ رجلَه واتَّكأ، فلما دنا منه الأشَجُّ أوسعَ القومُ له وقالوا : ههنا يا أشَجُّ ! فقال النَّبيُّ واستوى قاعدًا وقبض رجلَه ههنا يا أَشَجُّ فقعد عن يمينِ رسولِ اللهِ فرحَّب به وألطفَه وسأله عن بلادِهم وسمى له قريةَ ( الصَّفا ) و ( المشْقَرَ ) وغير ذلك من قرى ( هَجَرَ ) فقال بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ ! لأنت أعلمُ بأسماءِ قُرانا منا فقال : إني وطئْتُ بلادَكم، وفُتِحَ لي منها قال : ثم أقبل على الأنصارِ فقال : يامعشرَ الأنصارِ ! أَكرِموا إخوانَكم؛ فإنهم أشباهُكم في الإسلامِ، أشبَه شيءٍ بكم أشعارًا وأبشارًا، أسلِموا طائعِين غيرَ مُكرَهين، ولا مَوتورين ، إذ أبى قومٌ أن يُسلِموا حتى قُتِلوا قال : فلما أصبحوا قال : كيف رأيتُم كرامةَ إخوانِكم لكم، وضيافتَهم إياكم قالوا : خيرَ إخوانٍ، ألانُوا فُرُشَنا، وأطابوا مَطعمَنا، وباتوا وأصبحوا يعلِّمونا كتابَ ربِّنا تبارك وتعالى، وسُنَّةَ نبيِّنا فأُعجِبَ النَّبيُّ وفرِح بها.