الموسوعة الحديثية


- أيُّها الناسُ، أَنْشُدُكم باللهِ، هل تَعلَمونَ أنِّي قَصَّرْتُ في شَيءٍ مِن تَبْليغِ رِسالاتِ ربِّي لَمَا أخْبَرْتُموني بذلك؟ فقام رجُلٌ، فقال: نَشهَدُ أنَّكَ قد بلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، ونصَحْتَ لأُمَّتِكَ، وقَضَيْتَ الذي عليكَ، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ رجالًا يَزعُمونَ أنَّ كُسوفَ هذه الشمسِ وكُسوفَ هذا القمرِ، وزَوالَ هذه النُّجومِ عن مَطالِعِها لِمَوتِ رجالٍ عُظماءَ من أهلِ الأرضِ، وإنَّهم قد كَذَبوا، ولكنَّها آياتٌ من آياتِ اللهِ تَبارَكَ وتعالى، يَعتَبِرُ بها عبادُه، فيَنظُرُ مَن يُحدِثُ منهم تَوبةً، وايْمُ اللهِ، لقد رأيْتُ منذ قُمْتُ أُصلِّي ما أنتم لَاقوهُ من أمْرِ دُنْياكم وآخِرَتِكم، وإنَّه -واللهُ أعلَمُ- لا تَقومُ الساعةُ حتى يَخرُجَ ثلاثونَ كذَّابًا آخِرُهمُ الأعْوَرُ الدجَّالُ مَمْسوحُ العَينِ اليُسرى كأنَّها عينُ أبي يَحْيى -لشيخٍ حينَئذٍ منَ الأنْصارِ بينَه وبينَ حُجرةِ عائشةَ- وإنَّه متى يَخرُجُ، فسوف يَزعُمُ أنَّه اللهُ، فمَن آمَنَ به وصدَّقَه واتَّبَعَه لم يَنفَعْه صالحٌ مِن عمَلِه سلَفَ، ومَن كفَرَ به، وكذَّبَه لم يُعاقَبْ بشَيءٍ من عَملِه سلَفَ، وإنَّه سيَظهَرُ على الأرضِ كلِّها إلَّا الحرَمَ، وبيتَ المَقدِسِ، وإنَّه يَحصُرُ المؤمِنينَ في بيتِ المَقدِسِ، فيُزَلزَلونَ زِلزالًا شَديدًا، ثم يُهلِكُه اللهُ عزَّ وجلَّ وجُنودَه، حتى إنَّ جِذْمَ الحائطِ -أو قال: أصْلَ الحائطِ- وأصْلَ الشجرةِ لَيُنادي: يا مُسلمُ، يا مؤمِنُ، هذا يَهوديٌّ -أو قال: هذا كافرٌ- فتَعالَ فاقْتُلْه، قال: ولن يكونَ ذلك حتى تَرَوْا أُمورًا يَتَفاقَمُ بينَكم شأنُها في أنفُسِكم، وتَساءَلونَ بينَكم: هل كان نَبيُّكم ذَكَرَ لكم منها ذِكْرًا؟ وحتى تَزولَ جبالٌ عن مَراتِبِها، ثم على أثَرِ ذلك القَبضُ.
الراوي : - | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج زاد المعاد
الصفحة أو الرقم : 1/436 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] ثعلبة بن عباد العبدي لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات