الموسوعة الحديثية


- كان بمَرِّ الظَّهرانِ راهبٌ يُسمَّى عِيصَى، مِن أهلِ الشامِ، وكان يقولُ: يُوشِكُ أنْ يُولَدَ فيكم يا أهلَ مكَّةَ مولودٌ تَدينُ له العربُ ويَملِكُ العَجَمَ، هذا زمانُه، فكان لا يُولَدُ بمكَّةَ مولودٌ إلَّا يَسألُ عنه، فلمَّا كان صبيحةَ اليومِ الذي وُلِد فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَج عبدُ المطَّلِبِ حتى أتى عِيصى فناداه، فأشرَفَ عليه، فقال له عيصى: كنْ أباه، فقد وُلِد ذلك المولودُ الذي كنتُ أُحدِّثُكم عنه يومَ الاثنينِ، ويُبعَثُ يومَ الاثنينِ، ويموتُ يومَ الاثنينِ. قال: وُلِد لي الليلةَ مع الصُّبحِ مولودٌ، قال: فما سمَّيتَه؟ قال: محمَّدًا، قال: واللهِ لقد كنتُ أَشتهي أنْ يكونَ هذا المولودُ فيكم أهلَ هذا البيتِ، بثلاثِ خِصالٍ تُعَرِّفُه: فقد أتى عليهنَّ منها: أنَّه طلَع نجمُه البارحةَ، وأنَّه وُلِد اليومَ، وأنَّ اسمَه محمَّدٌ.

أصول الحديث:


[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (3/ 425)
: [770] أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنبأنا عقبة بن مكرم أنبأنا المسيب بن شريك أنبأنا محمد بن شريك عن شعيب بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان بمر الظهران راهب من الرهبان يدعى عيضا من أهل الشام وكان متحفرا بالعاص بن وائل وكان الله تعالى قد أتاه علما كثيرا وجعل فيه منافع كثيرا لأهل مكة من طب ورفق وعلم وكان يكرم صومعة له ويدخل مكة في كل سنة فيلقى الناس ويقول إنه يوشك أن يولد فيكم مولود يا أهل مكة يدين له العرب ويملك العجم هذا زمانه ومن أدركه وتبعه أصاب خيرا كثيرا أو قال أصاب حاجته ومن أدركه وخالفه فقد أخطأ حاجته وتالله ما نزلت أرض الخمير والخمير والأمن ولا حللت أرض البؤس والجوع والخوف إلا في طلبه وكان لا يولد بمكة مولود إلا سئل عنه فيقول ما جاء بعد فيقال صفه فيقول لا ويكتم ذلك الذي قد علم أنه لاقي من قومه مخافة على نفسه أن يكون ذلك داعية إلى أدنى ما يفضي إليه من الأذى يوما فلما كان صبيحة اليوم الذي ولد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج عبد الله بن عبد المطلب حتى أتى غيضا فوقف في أصل صومعته ثم نادى يا غيضا فناداه من هذا فقال أنا عبد الله فأشرف عليه فقال كن أباه فقد ولد ذلك المولود الذي كنت أحدثكم به يوم الاثنين ويبعث يوم الاثنين قال فإنه قد ولد لي مع الصبح مولود قال فما سميته قال محمدا قال والله لقد كنت أشتهي أن يكون هذا المولود فيكم أهل البيت لثلاث خصال بها نعرفه فقد أتى عليهن منها أن نجمه طلع البارحة وأنه ولد اليوم وأن اسمه محمد انطلق إليه فإنه الذي كنت أحدثكم عنه ابنك قال فما يدريك أنه ابني ولعله أن يولد يومنا هذا مولودون عدة قال قد وافق ابنك الاسم ولم يكن لله عز وجل ليشبه علمه على العلماء لأن حجة وآية ذلك أنه الآن وجع فيشتكي أياما ثلاثة ثم يعافى فاحفظ لسانك فإنه لم يحسد حسده أحد قط ولم يبغ على أحد كما يبغى عليه وأن يعين عليه حتى يبدو معالمه ثم يدعو يظهر لك من قومك مالا يحتمله إلا على صبر على ذلك فاحفظ لسانك قال فما عمره قال إن طال عمره أو قصر لم يبلغ السبعين يموت في وتر دونها من الستين أو في إحدى وستين أو ثلاث وستين الستون أعمار جل أمته قال وحمل برسول الله في عاشوراء المحرم وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب