الموسوعة الحديثية


- ... فلا يبقى أحدٌ كان يعبدُ صنمًا ولا وثنًا ولا صورةً إلا ذهبوا حتى يتساقطوا في النارِ
خلاصة حكم المحدث : أصله في مسلم
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر الصفحة أو الرقم : 11/457
التخريج : أخرجه ابن منده في ((الإيمان)) (816) واللفظ له تامًا، والحاكم (8736) باختلاف يسير تامًا، ومسلم (183) بنحوه تامًا.
التصنيف الموضوعي: الكفر والشرك - ذم الشرك وما ورد فيه من العقوبة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إيمان - اليوم الآخر قيامة - أهوال يوم القيامة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


الإيمان لابن منده (2/ 797)
816 - أنبأ أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي، ح وأنبأ عمرو بن عبد الله، ومحمد بن يعقوب، قالا: ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب الفراء، قال: ثنا جعفر بن عون، أنبأ هشام بن سعد، ثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قلنا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟، قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب؟ . قال: قلنا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيه سحاب؟ ، قالوا: لا يا رسول الله، قال: " ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما. إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا يلحق كل أمة بما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد صنما، ولا وثنا، ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطوا في النار، ويبقى من كان يعبد الله وحده من بر وفاجر وغبرات أهل الكتاب. قال: ثم تعرض جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، قال: ثم تدعى اليهود، فيقال: ما كنتم تعبدون؟، فيقولون: عزيرا ابن الله، فيقول: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تريدون؟، فيقولون: أي ربنا ظمينا، فيقول: أفلا تردون؟، فيذهبون حتى يتساقطوا في النار، ثم تدعى النصارى فيقول: ما كنتم تعبدون؟، فيقولون: المسيح ابن الله، فيقول: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تريدون؟، فيقولون: أي رب، ظمينا فاسقنا، فيقول: ألا تردون؟، فيذهبوا حتى يتساقطوا في النار، ويبقى من كان يعبد الله من بر وفاجر، قال: ثم يتبدى الله عز وجل لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول: يا أيها الناس لحقت كل أمة بما كانت تعبد وبقيتم، فلا يكلمه يومئذ إلا نبيا، فيقول: فارقنا الناس في الدنيا ونحن كنا إلى صحبتهم أحوج، لحقت كل أمة بما كانت تعبد ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، فيقول: هل بينكم وبين الله عز وجل من آية تعرفونها؟، فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق فيخرون سجدا أجمعين، ولا يبقى أحد كان يسجد في الدنيا سمعة، ولا رياء، ولا نفاقا إلا عاد ظهره طبقا واحدا، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم يرفع برنا ومسيئنا، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعم أنت ربنا، ثلاث مرات، ثم يضرب الجسر على جهنم "، قلنا: وما الجسر يا رسول الله؟ بأبينا أنت وأمنا، قال: " دحض مزلة له كلاليب وخطاطيف وحسكة تكون بنجد عقيفاء يقال له السعدان، فيمر المؤمنون كلمح البرق وكالطرف، وكأجاود الخيل والراكب، فمرسل، ومخدوش، ومكدوس في نار جهنم، والذي نفسي بيده، ما أحدكم بأشد مناشدة في الحق يراه مضيئا له من المؤمنين في إخوانهم إذا هم رأوا أنهم قد خلصوا من النار، يقولون: أي ربنا إخواننا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا ويجاهدون معنا، قد أخذتهم النار، فيقول: اذهبوا فمن عرفتم صورته فأخرجوه، وتحرم صورتهم على النار، فيجدون الرجل قد أخذته النار إلى قدميه وإلى أنصاف ساقيه وإلى ركبته وإلى حقوه فيخرجون منها بشرا كثيرا، ثم يعودون فيتكلمون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط خير فأخرجوه، فيخرجون منها بشرا كثيرا، ثم يعودون فيتكلمون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه نصف قيراط خير فأخرجوه، فيخرجون منها بشرا كثيرا ثم يعودون فيتكلمون، فلا يزال يقول ذلك حتى يقول: اذهبوا فأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة فأخرجوه " فكان أبو سعيد إذا حدث بهذا الحديث يقول: فإن لم تصدقوا فاقرؤوا: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} [النساء: 40] . الآية، " فيقولون: أي ربنا، لم نذر فيها خيرا، فيقول: هل بقي إلا أرحم الراحمين، فيقول: قد شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، فهل بقي إلا أرحم الراحمين؟، قال: فيأخذ قبضة من النار، قال: فيخرج قوما قد عادوا حممة لم يعملوا له عمل خير قط، فيطرحون في نهر الجنة يقال له نهر الحياة فينبتون فيه والذي نفسي بيده كما تنبت الحبة في حميل السيل، ألم تروها وما يليها من الظل أصيفر وما يليها من الشمس أخيضر "، قال: قلنا: يا رسول الله كأنك كنت في الماشية، قال: " فينبتون كذلك، فيخرجون أمثال اللؤلؤ فتجعل في رقابهم الخواتيم، ثم يرسلون في الجنة: هؤلاء الجهنميون، هؤلاء الذين أخرجهم الله من النار بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقول الله لهم: خذوا، فلكم ما أخذتم، فيأخذون حتى ينتهوا، قال: ثم يقولون: لن يعطينا الله ما أخذنا، فيقول الله: فإني أعطيكم أفضل مما أخذتم، فيقولون: يا ربنا، وما أفضل مما أخذنا؟، فيقول: رضواني فلا أسخط ". أنبأ أبو علي، ثنا الحسن بن عامر، ثنا أبو بكر، ثنا جعفر نحوه

المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 626)
8736 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل: قالا: ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي، ثنا جعفر بن عون، أنبأ هشام بن سعد، ثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس فيها سحاب؟ فقلنا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في رؤية البدر صحوا ليس فيه سحاب؟ قالوا: لا، قال: " ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ألا لتلحق كل أمة بما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد صنما ولا وثنا ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطوا في النار ويبقى من كان يعبد الله وحده من بر وفاجر وغبرات أهل الكتاب، ثم تعرض جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، ثم يدعى اليهود فيقول: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: عزيرا ابن الله، فيقول: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فما تريدون؟ فيقولون: أي ربنا ظمئنا اسقنا، فيقول: أفلا تردون، فيذهبون حتى يتساقطوا في النار، ثم يدعى النصارى فيقول: ماذا كنتم تعبدون فيقولون: المسيح ابن الله، فيقول: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فما تريدون؟ فيقولون: أي ربنا ظمئنا اسقنا، فيقول: أفلا تردون فيذهبون حتى يتساقطوا في النار فيبقى من كان يعبد الله وحده من بر وفاجر ثم يتبدى الله لنا في صورة غير صورته التي كنا رأيناه فيه أول مرة فيقول: أيها الناس لحقت كل أمة بما كانت تعبد وبقيتم، فلا يكلمه يومئذ إلا الأنبياء، فيقولون: فارقنا الناس في الدنيا ونحن كنا إلى صحبتهم فيها أحوج، لحقت كل أمة بما كانت تعبد ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، فيقول: هل بينكم وبين الله من آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم الساق، فيكشف عن ساق فيخر ساجدا أجمعون ولا يبقى أحد كان سجد في الدنيا سمعة ولا رياء ولا نفاقا إلا على ظهره طبق واحد كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، قال: ثم يرفع برنا ومسيئنا وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعم أنت ربنا ثلاث مرات ثم يضرب الجسر على جهنم، قلنا: وما الجسر يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا؟ قال: دحض مزلة لها كلاليب وخطاطيف وحسك بنجد عقيق يقال لها السعدان فيمر المؤمن كلمح البرق، وكالطرف، وكالريح، وكالطير وكأجاود الخيل والمراكب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم، والذي نفسي بيده ما أحدكم بأشد منا شدة في استيفاء الحق يراه من المؤمنين في إخوانهم إذا رأوهم قد خلصوا من النار، يقولون: أي ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، ويجاهدون معنا، قد أخذتهم النار فيقول الله تبارك وتعالى: اذهبوا فمن عرفتم صورته فأخرجوه، وتحرم صورهم على النار فيجد الرجل قد أخذته النار إلى قدميه، وإلى أنصاف ساقيه، وإلى ركبتيه وإلى حقويه، فيخرجون منها بشرا ثم يعودون فيتكلمون فلا يزال يقول لهم حتى يقول: اذهبوا فأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه " فكان أبو سعيد إذا حدث بهذا الحديث، يقول: إن لم تصدقوا فاقرأوا {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} [النساء: 40] فيقولون: " ربنا لم نذر فيها خيرا، فيقول: هل بقي إلا أرحم الراحمين؟ قد شفعت الملائكة وشفع الأنبياء فهل بقي إلا أرحم الراحمين؟ قال: فيأخذ قبضة من النار فيخرج قوما قد عادوا حممة لم يعملوا له عمل خير قط، فيطرحون في نهر يقال له نهر الحياة فينبتون فيه والذي نفسي بيده كما تنبت الحبة في حميل السيل ألم تروها وما يليها من الظل أصفر وما يليها من الشمس أخضر؟ " قال: قلنا: يا رسول الله كأنك تكون في الماشية، قال: " ينبتون كذلك فيخرجون أمثال اللؤلؤ يجعل في رقابهم الخواتيم ثم يرسلون في الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون هؤلاء الذين أخرجهم من النار بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، يقول الله تعالى: خذوا فلكم ما أخذتم فيأخذون حتى ينتهوا، ثم يقولون: لن يعطينا الله عز وجل ما أخذنا، فيقول الله تبارك وتعالى: فإني أعطيتكم أفضل مما أخذتم، فيقولون: ربنا وما أفضل من ذلك ومما أخذنا؟ فيقول: رضواني بلا سخط هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا على حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة مختصرا، وأخرج مسلم وحده حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد بأقل من نصف هذه السياقة

[صحيح مسلم] (1/ 167)
302 - (183) وحدثني سويد بن سعيد، قال: حدثني حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أن ناسا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: " ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربنا، فاسقنا، فيشار إليهم ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار، ثم يدعى النصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم، كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فيقولون: عطشنا يا ربنا، فاسقنا، قال: فيشار إليهم ألا تردون؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال: فما تنتظرون؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا، فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم، ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا، حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة، فقال: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم، سلم " قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: " دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم، حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده، ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه، وإلى ركبتيه، ثم يقولون: ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به، فيقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها خيرا "، وكان أبو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} [النساء: 40]، فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل، ألا ترونها تكون إلى الحجر، أو إلى الشجر، ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر، وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض؟ " فقالوا: يا رسول الله، كأنك كنت ترعى بالبادية، قال: " فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم، يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربنا، أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، فيقول: لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا، أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي، فلا أسخط عليكم بعده أبدا "، قال مسلم: قرأت على عيسى بن حماد زغبة المصري هذا الحديث في الشفاعة، وقلت له: أحدث بهذا الحديث عنك أنك سمعت من الليث بن سعد، فقال: نعم، قلت لعيسى بن حماد: أخبركم الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: قلنا: يا رسول الله، أنرى ربنا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان يوم صحو قلنا: لا، وسقت الحديث حتى انقضى آخره وهو نحو حديث حفص بن ميسرة، وزاد بعد قوله بغير عمل عملوه، ولا قدم قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه، قال أبو سعيد: بلغني أن الجسر أدق من الشعرة، وأحد من السيف، وليس في حديث الليث، فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين وما بعده "، فأقر به عيسى بن حماد،