الموسوعة الحديثية


- يَطولُ يَومُ القِيامةِ على الناسِ، فيقولُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا بنا إلى آدَمَ أبي البَشَرِ، فيَشفَعَ لنا إلى رَبِّه، فليَقضِ بَينَنا، فيأتونَ آدَمَ، فيقولونَ: يا آدَمُ، أنتَ الذي خَلَقَكَ اللهُ بيَدِه، وأسكَنَكَ جَنَّتَه، وأسجَدَ لكَ مَلائكَتَه، اشفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، فليَقضِ بَينَنا. فيقولُ: إنِّي لَستُ هُناكم ، ولكِنِ ائْتوا نُوحًا؛ فإنَّه رأْسُ النَّبيِّينَ ، فيأتون نُوحًا، فيقولونَ: يا نُوحُ، اشفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، ليَقضِ بَينَنا، فيقولُ: إنِّي لَستُ هُناكم ، ولكِنِ ائْتوا إبراهيمَ خَليلَ اللهِ، فيأتونَ إبراهيمَ، فيقولونَ: يا إبراهيمُ، اشفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، فليَقضِ بَينَنا. فيقولُ: إنِّي لَستُ هُناكم ، ولكِنِ ائْتوا موسى الذي اصطَفاه اللهُ برِسالَتِه، وبكَلامِه. قال: فيأتونَ موسى، فيقولونَ: يا موسى، اشفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، فليَقضِ بَينَنا. فيقولُ: إنِّي لَستُ هُناكم ، ولكِنِ ائْتوا عيسى رُوحَ اللهِ وكَلِمَتَه. فيأتونَ عيسى، فيقولونَ: يا عيسى، اشفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، فليَقضِ بَينَنا. فيقولُ: إنِّي لَستُ هُناكم ، أرأَيتُم لو كان مَتاعًا في وِعاءٍ قد خُتِمَ عليه، كان يَقدِرُ على ما في الوِعاءِ حتى يَفُضَّ الخَتمَ؟! قال: محمَّدٌ خاتَمُ النَّبيِّينَ، قد حضَرَ اليَومَ، وقد غفَرَ اللهُ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه وما تأخَّرَ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فيأتونَ محمَّدًا، فيقولونَ: يا محمَّدُ، اشفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، فليَقضِ بَينَنا. فأقولُ: أنا لها، حتى يأذَنَ اللهُ لمَن يَشاءُ ويَرضى. قال: فآتي بابَ الجنَّةِ، فأقرَعُ البابَ، فيُقالُ: مَن أنتَ؟ فأقولُ محمَّدٌ. فيُفتَحُ لي، فآتي رَبِّي وهو على سَريرِه، أو على كُرسيِّه، فأخِرُّ ساجِدًا، فأحمَدُه بمَحامِدَ لم يَحمَدْه بها أحَدٌ كان قَبلي، ولا يَحمَدُه بها أحَدٌ بَعدي، فيقولُ: يا محمَّدُ، ارفَعْ رأْسَكَ، وقُلْ يُسمَعْ لكَ، وسَلْ تُعطَهْ، واشفَعْ تُشَفَّعْ. فأرفَعُ رأْسي، فأقولُ: يا رَبِّ أُمَّتي أُمَّتي. فيُقالُ: أَخرِجْ مَن كان في قَلبِه مِثقالُ شَعيرةٍ مِن إيمانٍ. قال: فأُخرِجُهم، ثمَّ أعودُ فأسجُدُ، فأحمَدُه بمَحامِدَ لم يَحمَدْه بها أحَدٌ كان قَبلي، ولا يَحمَدُه بها أحَدٌ كان بَعدي. فيقولُ: ارفَعْ رأْسَكَ، وقُلْ يُسمَعْ لكَ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشفَعْ تُشَفَّعْ. فأقولُ: أيْ رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتي. فيقولُ: أَخرِجْ مَن كان في قَلبِه مِثقالُ بُرَّةٍ . فأُخرِجُهم، ثمَّ أعودُ فأحمَدُه بمَحامِدَ لم يَحمَدْه بها أحَدٌ كان قَبلي، ولا يَحمَدُه بها أحَدٌ بَعدي، فيقولُ: يا محمَّدُ، ارفَعْ رأْسَكَ، وقُلْ يُسمَعْ لكَ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأقولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتي. فيقولُ: أَخرِجْ مَن كان في قَلبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ . فأُخرِجُهم. وقال حُمَيدٌ في الثالِثةِ: أَخرِجْ مَن كان في قَلبِه أدْنى شيءٍ.
خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : التوحيد لابن خزيمة الصفحة أو الرقم : 616/2
التخريج : أخرجه أحمد (13590)، ومحمد بن نصر المروزي في ((تعظيم قدر الصلاة)) (265)، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (2/613) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إيمان - تفاضل أهل الإيمان جهنم - ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم قيامة - الشفاعة قيامة - أهوال يوم القيامة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه