الموسوعة الحديثية


- إذا خَلَصَ المُؤمِنون مِنَ النَّارِ يَومَ القيامةِ وأَمِنوا، فما مُجادَلةُ أحَدِكم لصاحِبِه في الحَقِّ يكونُ له في الدُّنيا بأشَدَّ مُجادَلةً له من المُؤمِنينَ لرَبِّهم في إخْوانِهم الَّذين أُدخِلوا النَّارَ، قال: يَقولون: ربَّنا، إخْوانُنا كانوا يُصلُّون معنا، ويَصومون معنا، ويَحُجُّون معنا، فأدْخَلْتَهمُ النَّارَ، قال: فيقولُ: اذْهَبوا فأخْرِجوا مَن عَرَفتُم، فيَأتونَهم فيَعرِفونَهم بصُوَرِهم، لا تَأكُلُ النَّارُ صُورَهم، فمنهم مَن أخَذَتْه النَّارُ إلى أنْصافِ ساقَيهِ، ومنهم مَن أخَذَتْه إلى كَعبَيهِ، فيُخرِجونَهم، فيَقولون: ربَّنا، أخْرَجْنا مَن أمَرْتَنا، ثُمَّ يقولُ: أخْرِجوا مَن كان في قَلْبِه وَزْنُ دِينارٍ من الإيمانِ، ثُمَّ مَن كان في قَلْبِه وَزْنُ نِصْفُ دِينارٍ، حتى يقولَ: مَن كان في قَلْبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ. قال أبو سَعيدٍ: فمَن لم يُصدِّقْ بهذا، فلْيَقرَأْ هذه الآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] قال: فيَقولون: ربَّنا قد أخْرَجْنا مَن أمَرْتَنا، فلم يَبْقَ في النَّارِ أحَدٌ فيه خَيرٌ، قال: ثُمَّ يقولُ اللهُ: شَفَعَتِ الملائكةُ، وشَفَعَ الأنبياءُ، وشَفَعَ المُؤمِنونَ، وبَقِيَ أرحَمُ الرَّاحِمينَ، قال: فيَقبِضُ قَبْضةً مِنَ النَّارِ -أو قال: قَبضَتَينِ- ناسٌ لم يَعمَلوا للهِ خَيرًا قَطُّ، قدِ احْتَرَقوا حتى صاروا حُمَمًا، قال: فيُؤْتى بهم إلى ماءٍ يُقالُ له: ماءُ الحَياةِ، فيُصَبُّ عليهم، فيَنبُتون كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في حَميلِ السَّيلِ، فيَخرُجون من أجْسادِهم مِثلَ اللُّؤلُؤِ، في أعْناقِهم الخاتَمُ: عُتَقاءُ اللهِ، قال: فيُقالُ لهم: ادْخُلوا الجَنَّةَ، فما تَمنَّيتُم أو رَأيتُمْ من شَيءٍ فهو لكم عِندي أفضَلُ من هذا، قال: فيَقولون: ربَّنا، وما أفضَلُ من ذلك؟ قال: فيَقولُ: رِضائي عليكم، فلا أسخَطُ عليكم أبَدًا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11898 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه مسلم (185)، وابن ماجه (4309) بنحوه مختصراً، وأحمد (11898) واللفظ له | شرح حديث مشابه