الموسوعة الحديثية


- سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأقبل على أسامةَ بنِ زيدٍ فقال : يا أسامةُ ! عليك بطريقِ الجنَّةِ، وإيَّاك أن تختلِجَ دونها، فقال : يا رسولَ اللهِ ! ما أسرعُ ما يُقطعُ به ذلك الطَّريقُ ؟ قال : بالظَّمأِ في الهواجرِ ، وكسرِ النَّفسِ عن لذَّةِ الدُّنيا؛ يا أسامةُ ! عليك بالصَّومِ، فإنَّه يُقرِّبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، إنَّه ليس شيءٌ أحبَّ إلى اللهِ من ريحِ فمِ الصَّائمِ، فإن استطعتَ أن يأتيَك ملَكُ الموتِ وبطنُك جائعٌ، وكبدُك ظمآنُ فافعَلْ، فإنَّك تُدرِكُ شرفَ المنازلِ في الآخرةِ، وتحِلُّ مع النَّبيِّين ويفرحُ الأنبياءُ بقدومِ روحِك عليهم ويُصلِّي عليك الجبَّارُ تعالَى، إيَّاك يا أسامةُ وكلَّ كبدٍ جائعةٍ تخاصِمُك إلى اللهِ يومَ القيامةِ ! يا أسامةُ إيَّاك ودعاءَ عبادٍ قد أذابوا اللُّحومَ بالرِّياحِ والسُّمومِ، وأظمئوا الأكبادَ حتَّى غُشِيت أبصارُهم، فإنَّ اللهَ تعالَى إذا نظر إليهم سُرَّ بهم وباهَى بهم الملائكةَ، بهم تُصرَفُ الزَّلازلُ والفتنُ، ثمَّ بكَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى اشتدَّ نحيبُه، وهاب النَّاسُ أن يُكلِّموه، حتَّى ظنُّوا أنَّه قد حدث من السَّماءِ ما حدث ثمَّ قال : ويحَ هذه الأمَّةِ يلقَى من أطاع اللهَ فيهم، كيف يقتلونه ويُكذِّبونه من أجلِ أنَّه أطاع اللهَ عزَّ وجلَّ، فقال عمرُ : يا رسولَ اللهِ والنَّاسُ على الإسلامِ يومئذٍ ؟ قال : نعم، قال : ففيم يقتلون من أطاع اللهَ وأمرهم بطاعةِ اللهِ ؟ قال : يا عمرُ، ترك القومُ الطَّريقَ وركِبوا الدَّوابَّ، ولبَسوا اللَّيِّنَ من الثِّيابِ، وخدَمتُهم أبناءُ فارسَ والرُّومِ، يتزيَّنُ منهم الرَّجلُ بزينةِ المرأةِ لزوجِها، وتتبرَّجُ النِّساءُ، زِيُّهم زيُّ الملوكِ، ودينُهم دينُ كسرَى ، يتسمَّنون، يتباهَوْن بالحشا واللِّباسِ، فإذا تكلَّم أولياءُ اللهِ، عليهم العباءُ منحنيةٌ أصلابُهم، قد ذبحوا أنفسَهم من العطشِ، إذا تكلَّم منهم متكلِّمٌ كُذِّب، وقيل له : أنت قريبُ الشَّيطانِ، ورأسُ الضَّلالةِ، تُحرِّمُ زينةَ اللهِ الَّتي أخرج لعبادِه والطَّيِّباتِ من الرِّزقِ، تأوَّلوا كتابَ اللهِ على غيرِ تأويلِه، واستذلُّوا أولياءَ اللهِ، واعلَمْ يا أسامةُ أنَّ أقربَ النَّاسِ إلى اللهِ يومَ القيامةِ من طال حزنُه وعطشُه وجوعُه في الدُّنيا، الأخبِيَاءُ الأبرارُ الَّذين إذا شُهِدوا لم يُعرفوا، وإذا غابوا لم يُفتقدوا، ويُعرفون في أهلِ السَّماءِ، يخفَوْن على أهلِ الأرضِ تعرفُهم بقاعُ الأرضِ وتحُفُّ بهم الملائكةُ، نعِم النَّاسُ بالدُّنيا، وتنعَّموا [ هم ] بالجوعِ والعطشِ، ولبس النَّاسُ ليِّنَ الثِّيابِ ولبسوا هم خشِنَ اللِّباسِ، افترش النَّاسُ الفُرُشَ، وافترشوا هم الجِباهَ والرُّكَبَ وضحِك النَّاسُ وبكَوْا، ألا لهم الشَّرفُ في الآخرةِ، يا ليتني قد رأيتُهم ! بقاعُ الأرضِ بهم رحبةٌ، الجبَّارُ تعالَى عنهم راضٍ، ضيَّع النَّاسُ فِعلَ النَّبيِّين وأخلاقَهم وحفِظوها، الرَّاغبُ من رغِب إلى اللهِ في مثلِ رغبتِهم، والخاسرُ من خالفهم، تبكي الأرضُ إذا افتقدتهم، ويسخطُ اللهُ عزَّ وجلَّ على كلِّ بلدٍ ليس فيه منهم أحدٌ يا أسامةُ إذا رأيتَهم في قريةٍ فاعلَمْ أنَّهم أمانٌ لأهلِ تلك القريةِ، لا يُعذِّبُ اللهُ قومًا هم فيهم، اتَّخذِهم لنفسِك تنْجُ بهم، وإيَّاك أن تدعَ ما هم عليه، فتزِلَّ قدمُك فتهوي في النَّارِ؛ حرَّموا حلالًا أحلَّه اللهُ لهم طلَبُ الفضلِ في الآخرةِ، تركوا الطَّعامَ والشَّرابَ عن قُدرةٍ لم يتكابُّوا على الدُّنيا انكبابَ الكلابِ على الجيَفِ، أكلوا العلَقَ، ولبسوا الخِرَقَ، تراهم شُعثًا غُبرًا تظُنُّ أنَّ بهم داءً، وما ذلك بهم، ويظُنُّ النَّاسُ أنَّهم قد خُولِطوا، [ وما خُولِطوا ] ولكن قد خالط القومَ الحزنُ، يظنُّ النَّاسُ أنَّهم قد ذهبت عقولُهم، وما ذهبت عقولُهم، ولكن نظروا بقلوبِهم إلى أمرٍ ذهب بعقولِهم عن الدُّنيا، فهم في الدُّنيا عند أهلِ الدُّنيا، يمشون بلا عقولٍ، يا أسامةُ عقِلوا حين ذهبت عقولُ النَّاسِ، لهم الشَّرفُ في الأرضِ
خلاصة حكم المحدث : شبه لا شيء
الراوي : سعيد بن زيد | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي الصفحة أو الرقم : 3/394
التخريج : أخرجه الحارث كما في ((بغية الباحث)) (347)، والخطيب في ((الزهد)) (صـ117)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (8/ 75) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأعراف رقائق وزهد - الحزن والبكاء رقائق وزهد - الزهد في الدنيا زينة اللباس - التواضع في اللباس صيام - فضل الصيام
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


الموضوعات لابن الجوزي ط أضواء السلف (3/ 394)
1636- أنبأنا أحمد بن أحمد المتوكل، قال: أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أنبأنا أبو الحسن بن رزق، قال: حدثنا جعفر الخواص، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن جابر، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، قال: حدثنا الحسن العتكي، قال: حدثنا الوليد بن عبد الرحمن القرشي، قال: حدثنا حيان البصري، قال: حدثنا إسحاق بن نوح، عن محمد بن علي، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد، فقال: يا أسامة، عليك بطريق الجنة، وإياك أن تختلج دونها، فقال: يا رسول الله، ما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق ؟ قال: بالظمأ في الهواجر، وكسر النفس عن لذة الدنيا، يا أسامة، عليك بالصوم فإنه يقرب إلى الله عز وجل، إنه ليس من شيء أحب إلى الله عز وجل من ريح فم الصائم، فإن استطعت أن يأتيك ملك الموت وبطنك جائع، وكبدك ظمآن، فافعل، فإنك تدرك شرف المنازل في الآخرة، وتحل مع النبيين، ويفرح الأنبياء بقدوم روحك عليهم، ويصلي عليك الجبار تعالى، إياك يا أسامة، وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة، يا أسامة إياك ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم بالرياح، والسموم، وأظمأوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم، فإن الله تعالى إذا نظر إليهم سر بهم وباهى بهم الملائكة، بهم تصرف الزلازل والفتن، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه، وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أنه قد حدث من السماء ما حدث، ثم قال: ويح هذه الأمة، ما يلقى من أطاع الله فيهم، كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنه أطاع الله عز وجل، فقال عمر: يا رسول الله، والناس على الإسلام يومئذ، قال: نعم، قال: ففيم يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعة الله ؟ قال: يا عمر، ترك القوم الطريق، وركبوا الدواب، ولبسوا اللين من الثياب،وخدمتهم أبناء فارس والروم، يتزين منهم الرجل بزينة المرأة لزوجها، وتتبرج النساء، زيهم زي الملوك، ودينهم دين كسرى، يتسمنون يتباهون بالحشا واللباس، فإذا تكلم أولياء الله، عليهم العباء منحنية أصلابهم قد ذبحوا أنفسهم من العطش، إذا تكلم منهم متكلم كذب، وقيل له: أنت قرين الشيطان، ورأس الضلالة، تحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، تأولوا كتاب الله على غير تأويله، واستذلوا أولياء الله، واعلم يا أسامة، أن أقرب الناس إلى الله يوم القيامة من طال حزنه، وعطشه، وجوعه في الدنيا، الأخبياء الأبرار الذين إذا شهدوا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، ويعرفون في أهل السماء، يخفون على أهل الأرض، تعرفهم بقاع الأرض وتحف بهم الملائكة، نعم الناس بالدنيا، وتنعموا هم بالجوع والعطش، ولبس الناس لين الثياب ولبسوا هم خشن اللباس، افترش الناس الفرش، وافترشوا هم الجباه والركب، ضحك الناس وبكوا، ألا لهم الشرف في الآخرة، يا ليتني قد رأيتهم، بقاع الأرض بهم رحبة، الجبار تعالى عنهم راض، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم، وحفظوها الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم، والخاسر من خالفهم، تبكي الأرض إذا افتقدتهم، ويسخط الله عز وجل على كل بلد ليس فيه منهم أحد، يا أسامة، إذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية، لا يعذب الله قوما هم فيهم، اتخذهم لنفسك تنج بهم، وإياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوى في النار حرموا حلالا أحله الله لهم طلب الفضل في الآخرة، تركوا الطعام والشراب عن قدره، لم يتكابوا على الدنيا انكباب الكلاب على الجيف، أكلوا العلق ولبسوا الخرق، تراهم شعثا غبرا تظن أن بهم داء وما ذاك بهم، ويظن الناس أنهم قد خولطوا، وما خولطوا، ولكن قد خالط القوم الحزن، يظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت عقولهم، ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمر ذهب بعقولهم عن الدنيا، فهم في الدنيا عند أهل الدنيا، يمشون بلا عقول، يا أسامة، عقلوا حين ذهبت عقول الناس، لهم الشرف في الأرض. - قال المصنف: هذا حديث شبه لا شيء، محمد بن علي لم يدرك سعيد بن زيد، وحيان البصري هو حيان بن عبيد الله بن جبلة، قال عمرو بن علي الفلاس: كان كذابا. وأما الوليد بن عبد الرحمن: فقال يحيى: ليس بشيء، وقال أبو حاتم الرازي: مجهول، وأكثر رجال هذا الإسناد لا يعرفون، وهو من عمل المتأخرين.

مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (1/ 430)
347 - حدثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصري , أخبرني الوليد بن عبد الواحد الحراني، ثنا حيان البصري، عن إسحاق بن نوح، عن محمد بن علي , عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد فقال: يا أسامة، عليك بطريق الجنة، وإياك أن تختلج دونها , فقال: يا رسول الله، وما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق؟ قال: الظمأ في الهواجر، وحبس النفس عن لذة النساء، يا أسامة وعليك بالصوم؛ فإنه يقرب إلى الله، إنه ليس شيء أحب إلى الله من ريح فم الصائم، ترك الطعام والشراب لله، فإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل، فإنك تدرك بذلك شرف المنازل في الآخرة، وتحل مع النبيين، يفرح بقدوم روحك عليهم، ويصلي عليك الجبار , وإياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة , وإياك يا أسامة ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم وأحرقوا الجلود بالرياح والسمائم وأظمأوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم , فإن الله إذا نظر إليهم سر بهم الملائكة , وبهم تصرف الزلازل والفتن , ثم بكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أن أمرا قد حدث بهم من السماء، ثم سكت فقال: ويح لهذه الأمة، ما يلقى منهم من أطاع ربه منهم، كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنهم أطاعوا الله , فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، والناس يومئذ على الإسلام؟ قال: نعم قال: ففيم إذا يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعته؟ فقال: " يا عمر ترك القوم الطريق، وركبوا الدواب، ولبسوا ألين الثياب، وخدمتهم أبناء فارس، يتزين منهم تزين المرأة لزوجها، وتبرج النساء , زيهم زي الملوك، ودينهم دين كسرى وهرمز، يسمنون ما يعود بالجشا واللباس فإذا تكلم أولياء الله عليهم العبا محنية أصلابهم، قد ذبحوا أنفسهم من العطش , فإذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له: أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة، تحرم زينة الله والطيبات من الرزق، يتأولون كتاب الله على غير دين، استذلوا أولياء الله , واعلم يا أسامة أن أقرب الناس من الله يوم القيامة لمن طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا , الأخفياء الأبرار، الذين إذا شهدوا لم يقربوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، تعرفهم بقاع الأرض، يعرفون في أهل السماء، ويخفون على أهل الأرض، وتحف بهم الملائكة، تنعم الناس وينعمون هم بالجوع والعطش , لبس الناس لين الثياب ولبسوا هم خشن الثياب , افترش الناس الفرش وافترشوا الجباه والركب، ضحك الناس وبكوا , يا أسامة لا يجمع الله عليهم الشدة في الدنيا والآخرة، لهم الجنة، ويا ليتني قد رأيتهم، يا أسامة لهم الشرف في الآخرة، ويا ليتني قد رأيتهم , الأرض بهم رحيمة، والجبار عنهم راض، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوا هم , الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم , والخاسر من خالفهم، تبكي الأرض إذا فقدتهم، ويسخط الله على كل بلد ليس فيها مثلهم , يا أسامة وإذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية، لا يعذب الله قوما هم فيهم , اتخذهم لنفسك عسى أن تنجو بهم , وإياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوي في النار، حرموا حلالا أحل لهم طلب الفضل في الآخرة، وتركوا الطعام والشراب عن قدرة، لم يتكالبوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيف , شغل الناس بالدنيا وشغلوا أنفسهم بطاعة الله , لبسوا الخرق وأكلوا الفلق , تراهم شعثا غبرا يظن الناس أن بهم داء وما ذاك بهم , ويظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت، ولكن نظروا بقلوبهم إلى من ذهب بعقولهم عن الدنيا , فهم في الدنيا عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول , يا أسامة عقلوا حين ذهب عقول الناس، لهم البشرى في الآخرة "

الزهد والرقائق للخطيب البغدادي (ص: 117)
حدثنا محمد بن الفضل بن جابر السقطي، حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدثنا الحسن العتكي، حدثنا الوليد بن عبد الرحمن القرشي الحراني، حدثنا حيان البصري، عن إسحاق بن نوح، عن محمد بن علي، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل على أسامة بن زيد، فقال: " يا أسامة، عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلج دونها " فقال: يا رسول الله، ما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق؟ قال صلى الله عليه وسلم: " بالظمإ في الهواجر وكسر النفس عن لذة الدنيا، يا أسامة عليك بالصوم، فإنه يقرب إلى الله، إنه ليس شيء أحب إلى الله تعالى من ريح فم الصائم، اترك الطعام والشراب لله عز وجل، فإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل، فإنك تدرك شرف المنازل في الآخرة، وتحل مع النبيين، ويفرح الأنبياء بقدوم روحك عليهم، ويصلي عليك الجبار تعالى، إياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة، يا أسامة وإياك ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم بالرياح والسموم، وأظمأوا الأكباد، حتى غشيت أبصارهم، فإن الله تعالى إذا نظر إليهم سر بهم وباهى بهم الملائكة، بهم تصرف الزلازل والفتن "، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه، وهاب الناس أن يكلموه، حتى ظنوا أنه قد حدث في السماء حدث، ثم قال: " ويح لهذه الأمة، ما يلقى منهم من أطاع الله فيهم، فكيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنه أطاع الله عز وجل " فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، والناس يومئذ على الإسلام؟ قال: " نعم " قال: ففيم يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعة الله؟ قال: " يا عمر، ترك القوم الطريق، وركبوا الدواب، ولبسوا اللين من الثياب، وخدمتهم أبناء فارس والروم، يتزين منهم الرجل بزينة المرأة لزوجها، ويتبرج النساء، زيهم زي الملوك، ودينهم دين كسرى بن هرمز، يتسمنون، يتباهون بالجشاء واللباس، فإذا تكلم أولياء الله عليهم العبا، منحنية أصلابهم، قد ذبحوا أنفسهم من العطش، إذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له: أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة، تحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، تأولوا كتاب الله على غير تأويله، واستذلوا أولياء الله عز وجل، واعلم يا أسامة أن أقرب الناس إلى الله يوم القيامة: من طال حزنه، وعطشه، وجوعه في الدنيا، الأخفياء الأبرار الذين إذا شهدوا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، يعرفون في أهل السماء، يخفون على أهل الأرض، تعرفهم بقاع الأرض، وتحف بهم الملائكة، نعم الناس بالدنيا وتنعموا هم بالجوع والعطش، ولبس الناس لين الثياب، ولبسوا هم خشن الثياب، افترش الناس، وافترشوا هم الجباه والركب، ضحك الناس وبكوا، ألا لهم الشرف في الآخرة، يا ليتني قد رأيتهم بقاع الأرض بهم رحبة، الجبار تعالى عنهم راض، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوها، الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم، الخاسر من خالفهم، تبكي الأرض إذا فقدتهم، ويسخط الله على كل بلد ليس فيه منهم أحد " يا أسامة، إذا رأيتهم في قرية، فاعلم أنهم أمان لتلك القرية في أهل القرية، لا يعذب الله قوما هم فيه، اتخذهم لنفسك تنجو بهم، وإياك أن تدع ما هم عليه، فتزل قدمك فتهوي في النار، حرموا حلالا أحله الله لهم، طلب الفضل في الآخرة، تركوا الطعام والشراب عن قدرة، لم يتكابوا على الدنيا انكباب الكلاب على الجيف، أكلوا الفلق ولبسوا الخرق، وتراهم شعثا غبرا، تظن أن بهم داء وما ذلك بهم من داء، ويظن الناس أنهم قد خولطوا وما خولطوا، ولكن خالط القوم الحزن، يظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم، وما ذهبت عقولهم، ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمر ذهب بعقولهم عن الدنيا، فهم في الدنيا عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول، يا أسامة عقلوا حين ذهبت عقول الناس، لهم الشرف في الأرض "

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (8/ 75)
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا نا أبو بكر الخطيب نا أبو الحسن بن رزق البزاز إملاء نا أبو محمد جعفر بمحمد بن نصير الخواص نا محمد بن الفضل بن جابر السقطي نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني نا الحسن العتكي نا الوليد بن عبد الرحمن القرشي الحراني نا حبان البصري عن إسحاق بن نوح عن محمد بن علي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأقبل على أسامة بن زيد فقال يا أسامة عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلج دونها فقال يا رسول الله ما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق قال بالظمإ في الهواجر وكسر النفس عن لذة الدنيا يا أسامة عليك بالصوم فإنه يقرب إلى الله أنه ليس شئ أحب إلى الله من ريح فم الصائم ترك الطعام والشراب لله عز وجل فإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل فإنك تدرك شرف المنازل في الآخرة وتحل مع النبيين ويفرح الأنبياء بقدوم روحك عليهم ويصلي عليك الجبار تعالى إياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله عز وجل يوم القيامة يا أسامة وإياك ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم بالرياح والسموم وأظمأوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم فإن الله إذا نظر إليهم سر بهم وباهى بهم الملائكة بهم تصرف الزلازل والفتن ثم بكى النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى اشتد نحيبه وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أنه قد حدث من السماء حدث ثم قال ويح لهذه الأمة ما يلقى منهم من أطاع الله فيهم كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنه أطاع الله وأمرهم بطاعة الله فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله والناس يومئذ على الإسلام قال نعم قال ففيم يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعة الله قال يا عمر ترك الناس الطريق وركبوا الدواب ولبسوا اللين من الثياب وخدمتهم أبناء فارس والروم يتزين الرجل منهم بزينة المرأة لزوجها ويتبرج النساء زيهم زي الملوك ودينهم دين كسرى بن هرمز يتسمنون يتباهون بالحشاء واللباس فإذا تكلم أولياء الله عليهم العباء منحنية أصلابهم قد ذبحوا أنفسهم من العطش إذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة تحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق تأولوا الكتاب على غير تأويله واستذلوا أولياء الله واعلم يا أسامة أن أقرب الناس إلى الله يوم القيامة من طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا الأحفياء الأبرار الذين إذا شهدوا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا يعرفون في أهل السماء يخفون على أهل الأرض تعرفهم بقاع الأرض وتحف بهم الملائكة نعم الناس بالدنيا وتنعموا هم بالجوع والعطش ولبس الناس لين الثياب ولبسوا هم خشن الثياب افترش الناس الفرش وافترشوا هم الحياة والركب ضحك الناس وبكوا ألا لهم الشرف في الآخرة يا ليتني قد رأيتهم بقاع الأرض به رحبة الجبار عنهم راض ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقها وحفظوها الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم الخاسر من خالفهم تبكي الأرض إذا فقدتهم ويسخط على كل بلد ليس فيه منهم أحد يا أسامة إذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية لا يعذب الله قوما هم فيهم اتخذهم لنفسك تنجو بهم وإياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوي في النار حرموا حلالا لا أحله الله لهم طلب الفضل في الآخرة تركوا الطعام والشراب عن قدرة لم يتكابوا على الدنيا انكباب الكلاب على الجيف أكلوا العلق ولبسوا الخرق وتراهم شعثا غبرا تظن أن بهم داء وما ذلك بهم من داء ويظن الناس أنهم قد خولطوا وما خولطوا ولكن خالط القوم الحزن فظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت عقولهم ولكن نظروا بقلوبهم إلى أمر ذهب بعقولهم عن الدنيا فهم في الدنيا عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول يا أسامة عقلوا حين ذهبت عقول الناس لهم الشرف في الأرض