الموسوعة الحديثية


- انطلِقوا إلى أخيكم نعودُه, فخرج في نفَرٍ فيهم أبو بكرٍ وعمرُ, فلمَّا دخلوا عليه قعَد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو مثلُ الفرخِ, لا يأكلُ شيئًا إلَّا خرج من دُبرِه. فقال : ما شأنُك ؟ قال : يا رسولَ اللهِ بينما أنا أُصلِّي معك قرأتَ في المغربِ القارعةَ فقلتُ : أيْ ربِّ مهما كان لي من ذنبٍ أنت مُعذِّبي عليه في الآخرةِ, فاجعَلْ لي عقوبتي في الدُّنيا, فرجعتُ إلى أهلي فأصابني ما ترَى, فقال : بئسَ ما صنعتَ, تمنَّيْتَ لنفسِك البلاءَ, قُلْ : { رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاق } البقرة : 201 ثمَّ دعا فبَرَأ وقام كأنَّما نشَط من عَقالٍ, فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ المرءَ المسلمَ إذا توجَّه إلى أخيه المريضِ غمَرته الرَّحمةُ إلى حَقْوَيْه, ورفع اللهُ له بكلِّ قدمٍ درجةً, فإذا قعَد غمَرته الرَّحمةُ, وكان في ظلِّ العرشِ يقولُ اللهُ لملائكتِه : [كم أحتبِسُ عند عبدي المريضِ ؟ يقولُ الملَكُ : احتُبِس فواقًا, فيقول : اكتُبوا له عبادةَ ألفِ سنةٍ, إن عاش لم تُكتَبْ عليه خطيئةٌ, واستأنف العملَ, وإن مات قبل ألفِ سنةٍ دخل الجنَّةَ, ثمَّ يقولُ للملَكِ : كم احتُبِس, فإن طال الحالُ احتُبِس يقولُ : ساعةً, يقولُ : اكتُبوا له دهرًا, والدَّهرُ عشرةُ آلافِ سنةٍ ]