الموسوعة الحديثية


- أتانا كِتابُ عُمَرَ: لَمَّا وقَعَ الوَباءُ بالشَّامِ، فكتَبَ عُمَرُ إلى أبي عُبَيدةَ: أنَّه قد عرَضَتْ لي إليكَ حاجةٌ لا غِنى لي بكَ عنها، فقالَ أبو عُبَيدةَ: يَرحَمُ اللهُ أميرَ المُؤمِنينَ، يُريدُ بَقاءَ قَومٍ ليسوا بباقِينَ، قالَ: ثمَّ كتَبَ إليه أبو عُبَيدةَ: إنِّي في جَيشٍ من جُيوشِ المُسلِمينَ لستُ أرغَبُ بنَفْسي عنِ الَّذي أصابَهُم، فلمَّا قَرأَ الكِتابَ استَرجَعَ ، فقالَ النَّاسُ: ماتَ أبو عُبَيدةَ، قالَ: لا، وكان كتَبَ إليه بالعَزيمةِ، فأظهِرْ من أرْضِ الأُردُنِّ؛ فإنَّها عَمِقةٌ وَبِيةٌ إلى أرْض الجابِيةِ ؛ فإنَّها نُزهةٌ نَدِيَّةٌ، فلمَّا أتاهُ الِكتابُ بالعَزْمةِ، أمَرَ مُناديَه أذِّنْ في النَّاسِ بالرَّحيلِ، فلمَّا قدِمَ إليه ليَركَبَه وضَعَ رِجلَه في الغَرزِ ثَنى رِجلَه، فقالَ: ما أرَى داءَكم إلَّا قد أصابَني، قالَ: وماتَ أبو عُبَيدةَ، ورُفِعَ الوَباءُ عنِ النَّاسِ.