الموسوعة الحديثية


- بعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَمرَو بنَ العاصِ على جيشِ ذاتِ السلاسلِ، فبعَثَ معه في ذلك الجَيشِ  أبا بَكْرٍ وعُمَرَ وسَراةَ أصحابِه، فانطَلَقوا حتى نزَلوا جبلَ طَيِّئٍ، فقال عَمرٌو: انظُروا إلى رجُلٍ دليلٍ بالطَّريقِ. فقالوا: ما نعلَمُه إلَّا رافعَ بنَ عَمرٍو؛ فإنَّه كان رَبيلًا، فسأَلتُ طارقًا: ما الرَّبيلُ؟ قال: اللِّصُ الذي يَغْزو القومَ وحْدَه فيسرِقُ. قال رافعٌ: فلمَّا قضَيْنا غَزاتَنا، وانتهَيتُ إلى المكانِ الذي كنَّا خرَجْنا منه توسَّمتُ أبا بَكْرٍ فأتَيتُه، فقلتُ: يا صاحبَ [الخلال] ، إنِّي توسَّمتُكَ مِن بينِ أصحابِكَ، فائْتِني بشيءٍ إذا حفِظتُه كنتُ منكم ومِثلَكم. فقال: أتحفَظُ أصابِعَكَ الخمْسَ؟ قلتُ: نعَمْ. قال: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ إنْ كان لكَ مالٌ، وتحُجُّ البَيتَ، وتصومُ رمضانَ. حفِظتَ؟ فقلتُ: نعَمْ. قال: وأُخرى: لا تأمَّرنَّ على اثنينِ. قلتُ: وهل تكونُ الإمْرةُ إلَّا فيكم أهلَ بدرٍ؟ قال: يوشِكُ أنْ تفشوَ حتى تبلُغَكَ ومَن هو دونَكَ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لمَّا بعَثَ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخَلَ النَّاسُ في الإسلامِ، فمنهم مَن دخَلَ فهداه اللهُ، ومنهم مَن أكرَهَه السَّيفُ، فهم عُوَّادُ اللهِ عزَّ وجلَّ وجيرانُ اللهِ في خِفارةِ اللهِ، إنَّ الرجُلَ إذا كانَ أميرًا فتظالَمَ النَّاسُ بينَهم، فلم يأخُذْ لبعضِهم مِن بعضٍ انتقَمَ اللهُ منه، إنَّ الرجُلَ منكم لتؤخَذُ شاةُ جارِه، فيظَلُّ ناتِئَ عَضَلتِه غَضبًا لجارِه، واللهُ مِن وراءِ جارِه. قال رافعٌ: فمكَثتُ سنةً، ثمَّ إنَّ أبا بَكْرٍ استُخلِفَ، فركَنتُ إليه، قلتُ: أنا رافعٌ، كنتُ نَقيبَكَ بمكانِ كذا وكذا. قال: عرَفتُ. قال: كنتَ نهَيتَني عن الإمارةِ، ثمَّ ركبِتَ أعظَمَ مِن ذلكَ، أُمَّةَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟! قال: نعَمْ، فمَن لم يُقِمْ فيهم كتابَ اللهِ، فعليه بَهلةُ اللهِ. يَعْني: لعنةَ اللهِ.
الراوي : رافع بن عمرو الطائي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 5/204 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات