الموسوعة الحديثية


- أنَّ الحَسَنَ والحُسَينَ مَرِضا فعادَهما المُصطَفى في ناسٍ، فقالوا: يا أبا الحَسَنِ، لو نَذَرتَ، فنَذَر عليٌّ وفاطِمةُ: إن شُفِيا أن يَصوما ثَلاثًا، فشُفيا ولا شَيءَ عِندَهم، فاقتَرَضَ عليٌّ مِن يهوديٍّ آصُعًا، فصَنَعَت فاطِمةُ طَعامًا، وقدَّمَته له عِندَ فِطرِه، فوقَف بالبابِ سائِلٌ فاستَطعَمَهم، فقال عليٌّ: فاطمُ ذات المجدِ واليقين... يا بنتَ خَيرِ النَّاسِ أجمعين أما ترَينَ البائِسَ المِسكين... قد قام بالبابِ له حنين يشكو إلى اللهِ ويستكين... يشكو إلينا جائعٌ حزين كلُّ امرئٍ بكَسبِه رَهين... وفاعِلُ الخيراتِ يستعين موعِدُه جَنَّةُ عِلِّيين... حرَّمها اللهُ على الضَّنين وللبخيلِ مَوقِفٌ مَهِين... تهوي به النَّارُ إلى سِجِّين فقالت فاطِمةُ: أمركُ سَمعٌ يابنَ عَمِّ وطاعة... ما بي من لُؤمٍ ولا وضاعة غُذيت باللُّبِّ وبالبراعة... أطعِمْه ولا أُبالي الساعة أرجو إذا أنفَقتُ من مجاعة... أن ألحَقَ الأخيارَ والجماعة وأدخُلَ الخُلدَ ولي شفاعة  فأعطى الطعامَ ومكثوا يومَهم وليلَتَهم لم يذوقوا الماءَ، فصَنَعَت مثلَه، فوقف بالبابِ يتيمٌ فاستطعم، فقال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: يا فاطمةُ بنتَ السَّيِّدِ الكريم... بنتَ نبيٍّ ليس بالزَّنيم قد جاءنا اللهُ بذا اليتيم... من يرحَمُ اللهُ فهو رحيم موعِدُه في جنَّةِ النعيم... قد حُرِّم الخلدُ على اللَّئيم يساقُ في النَّارِ إلى الجحيم... شَرابُه الصَّديدُ والحميم فقالت فاطمةُ: إني لأعطيه ولا أبالي... وأوثِرُ اللهَ على عيالي أمسَوا جياعًا وهُمُ أشبالي... أصغَرُهما يُقتَلُ في القتالِ بِكَرْبَلاء يُقتَلُ في اغتيالِ... للقاتِلِ الويلُ مع الوَبالِ تهوي به النَّارُ إلى سَفالِ... مُصَفَّدُ اليدينِ بالأغلالِ كُبُولُه زادت على الأكبالِ فأعطى الطَّعام، وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئًا إلا الماءَ القراحَ، فوقف بالبابِ أسيرٌ فاستطعَمَ، فقال عليٌّ: فاطمةُ بنتَ النَّبيِّ أحمدِ... بنتَ نبيٍّ سَيِّدٍ مُسَوَّدِ هذا أسيرٌ للنَّبيِّ المُهتدي... مُكَبَّلٌ في غُلِّه المُقَيّد يشكو إلينا الجُوعَ والتشَدُّد... من يُطعِمِ اليومَ يَجِدْه في غَدِ عند العَليِّ الواحِدِ الموحَّدِ... ما يزرع الزَّارعُ سوف يَحصُد فأطعمي من غيرِ مَنٍّ أو نَكَد... حتى تجازَي بالذي لا يَنفَد فقالت فاطمةُ: لم يبقَ ممَّا جئتَ غَيرُ صاع... قد دَمِيَت كفِّي مع الذرِّاع ابناي واللهِ مِنَ الجياع... أبوهما بمَحتَدِه صَناع يصنعُ المعروفَ بابتداع... عبل الذِّراعَين طويلُ الباع وما على رأسي من قِناع فأعطوه الطَّعامَ ومَكَثوا ثلاثًا لا يذوقون الأكلَ وقد قَضَوا نَذرَهم، أخذ عليٌّ الحَسَنَ والحُسَينَ، وأقبل على المصطفى وهم يرتَعِشون كالفراخ من شِدَّةِ الجوعِ، فقال المصطفى: (ما أشدَّ ما يسوءني مما أرى بكم! انطَلِقْ بنا إلى ابنتي فاطمةَ)، فلمَّا رآها، وقد لَصِق بطنُها بظهرِها وغارت عينُها لشِدَّةِ الجوعِ، قال: واغوثاه! يموتُ أهلُ بيتِ محمَّدٍ جوعًا! فنزل قولُ اللهِ تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} إلى قولِه: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ}
خلاصة حكم المحدث : [ موضوع]
الراوي : - | المحدث : العراقي | المصدر : إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب الصفحة أو الرقم : 107