الموسوعة الحديثية


- خرَجَ أبو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه بالهاجِرةِ مِن المسجِدِ، فسَمِعَ بذلكَ عمَرُ، فخَرَجَ، فقال: يا أبا بَكْرٍ، ما أخرجَكَ هذه السَّاعةَ؟ فقالَ: ما أخْرَجَني إلَّا ما أجِدُ مِن حَاقِّ الجُوعِ، فقالَ: وأنَا والَّذي نفْسِي بيَدِه ما أخْرَجَنِي غيْرُه، فبيْنَما هُما كذلِكَ، إذْ خرَجَ عليهِما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما أخْرَجَكُما هذه السَّاعةَ؟ فقالَا: واللهِ ما أخرَجَنا إلَّا ما نَجِدُ مِن حاقِّ الجُوعِ في بُطونِنا، فقالَ: وأنا والَّذي نفْسِي بيَدِهِ ما أخْرَجَني غيْرُه، فقُوما فانطَلِقا حتَّى نَأتيَ بابَ أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وكانَ يَدَّخِرُ للنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَعامًا كانَ أو لَبَنًا، فأبطَأَ عنه يَومئذٍ، فلمْ يَأْتِ بِحِينِه، فأطْعَمَه أهلَهُ، وانطَلَقَ إلى نَخْلِه يَعمَلُ فيها. فذكَرَ الحديثَ بطولِهِ، وزادَ فيه: فلَمَّا أدْركَا الطَّعامَ ووُضِعَ بيْنَ يَدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه، أخَذَ مِن الجَدْيِ، فجَعَلَه في رَغيفٍ، ثمَّ قالَ: يا أبا أيُّوبَ، أبلِغْ بهذا فاطمةَ؛ فإنَّها لم تُصِبْ مِثْلَ هذا منذُ أيَّامٍ، فذَهَبَ به أبو أيُّوبَ إلى فاطمةَ، فلمَّا أكَلُوا وشَبِعُوا، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خُبْزٌ ولحْمٌ وتَمْرٌ وبُسْرٌ ورُطَبٌ! ودَمَعَتْ عَيناهُ، وقال: والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِهِ، إنَّ هذا لَهُو الَّذي تُسأَلونَ عنْه يومَ القِيامةِ، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8]، فهذا النَّعيمُ الَّذي تُسأَلُونَ عنه يومَ القِيامةِ. فكَبُرَ ذلكَ على أصحابِه، فقال: بَلَى، إذا أصَبْتُم مِثْلَ هذا فضَرَبْتُم بأيدِيكُم، فقُولوا: باسمِ اللهِ وبرَكةِ اللهِ، فإذا شَبِعْتُم، فقولوا: الحَمْدُ للهِ الَّذي هو أشبَعَنا وأرْوانا وأنعَمَ علَيْنا وأفضَلَ؛ فإنَّ هذا كَفافُ هذا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7376 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]