الموسوعة الحديثية


- كنا مع عمرَ بنِ الخطابِ رِضوانُ اللهِ عليه في مسيرٍ له ذاتَ يومٍ فتنفَّس نفَسًا شديدًا حتى كاد تنقطعَ حيازيمُه قال ثم بكى فقُلنا مالكَ يا أميرَ المُؤمنينَ فقال ذكرتُ مسيرًا لنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كسيركُم معي فأنشأ فتلا هذه الآيةَ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) قال أتدرون أيُّ يومٍ هذا فقُلنا اللهُ ورسولُه أعلمُ فقال هذا يومُ يَبعثُ اللهُ آدمَ فيقولُ يا آدمُ اقطعْ على ولدِك بعثًا إلى النارِ فيقولُ يا ربِّ على الرِّجالِ أم على النساءِ فيقولُ على الرجالِ فيقولُ يا ربِّ من كلٍّ كمْ فيقولُ من كلِّ ألفٍ واحدٌ إلى الجنةِ وسائرُهم إلى النارِ قال ثم يقول يا آدمُ اقطعْ على ولدِك بعثًا فيقولُ يا ربَّ على الرجالِ أم على النساءِ ؟ فيقولُ من كلٍّ كمْ ؟ فيقول من كلِّ عشرةِ آلافٍ واحدةٌ إلى الجنةِ وسائرُهن إلى النارِ قال فبكى الناسُ وأكبَّ كلُّ إنسانٍ منهم على راحلتِه حتى أتينا المنزلَ فلم يلتفتْ رجلٌ لا إلى طعامٍ ولا إلى شرابٍ ولا إلى راحلتِه قال فجعلنا نقولُ فيمَ العملُ ومَنِ النَّاجي بعد الرجل ِمن كلِّ ألفٍ واحدٌ في الجنةِ وسائرُهم في النارِ ومنَ النساءِ من كلِّ عشرةِ آلافٍ واحدةٌ إلى الجنةِ وسائرُهنَّ في النارِ قال فبلَغه ما نحن عليه وكان رؤوفًا رحيمًا فقال يا بلالُ نادِ في الناسِ الصلاةُ جامعةٌ قال فاجتمعْنا فقام فحمِد اللهَ وأثنى عليه فقال قد بلَغني الذي بكم والذي أنتم عليه اعمَلوا وسدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا فإنكم في أُمَّتينِ لم تكونا في شيء إلا كثَّرتاهُ يأجوجُ ومأجوجُ ومن وراءِ يأجوجَ ومأجوجَ تاريسُ وتاويلُ ومنسكٌ لا يعلمُ عددهم إلا اللهُ هم في القُدرةِ إنَّ الرجلَ منهم لا يموتُ حتى يُولدَ له ألفُ ذكرٍ وما أنتم في سائرِ الأممِ إلا كالرَّقمةِ البيضاءَ في جلدٍ أسودَ أو كرقمةٍ في ذراعٍ يعني الرَّقمةَ التي في ذِراعِ الفرَسِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : مسند ابن عباس الصفحة أو الرقم : 1/404
التخريج : لم نقف عليه إلا عند الطبري في ((تهذيب الآثار-مسند ابن عباس)) (714).
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الحج جهنم - من أكثر أهل النار قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض قيامة - أهوال يوم القيامة مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 404)
714 - وحدثني عبد الله بن أحمد المروزي، قال: حدثنا يحيى بن صالح، قال: حدثنا سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة، قال: كنا مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في مسير له ذات يوم، قال: فتنفس نفسا شديدا حتى كاد تنقطع حيازيمه، قال: ثم بكى، فقلنا: ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرت مسيرا لنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كسيركم معي، فأنشأ فتلا هذه الآيات: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} [الحج: 2] ، قال: أتدرون أي يوم هذا؟ ، فقلنا: الله ورسوله أعلم، فقال: " هذا يوم يبعث الله آدم فيقول: يا آدم، اقطع على ولدك بعثا إلى النار، فيقول: يا رب، على الرجال أم على النساء؟ فيقول: على الرجال، فيقول: يا رب من كل كم؟ فيقول: من كل ألف واحدا إلى الجنة وسائرهم إلى النار، قال: ثم يقول: يا آدم، اقطع على ولدك بعثا، فيقول: يا رب، على الرجال أم على النساء؟ فيقول: من كل كم؟ فيقول: من كل عشرة آلاف، واحدة إلى الجنة وسائرهن إلى النار "، قال: فبكى الناس، وأكب كل إنسان منهم على راحلته، حتى أتينا المنزل، فلم يلتفت رجل لا إلى طعام ولا إلى شراب ولا إلى راحلته، قال: فجعلنا نقول: فيم العمل؟ ومن الناجي بعد الرجل من كل ألف واحد في الجنة، وسائرهم في النار، ومن النساء من كل عشرة آلاف واحدة إلى الجنة، وسائرهن في النار؟ قال: فبلغه ما نحن عليه، وكان رءوفا رحيما، فقال: يا بلال: ناد في الناس الصلاة جامعة "، قال: فاجتمعنا، فقام فحمد الله وأثنى عليه فقال: قد بلغني الذي بكم والذي أنتم عليه، اعملوا وسددوا وقاربوا وأبشروا، فإنكم في أمتين لم تكونا في شيء إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج، ومن وراء يأجوج ومأجوج تاريس وتاويل ومنسك، لا يعلم عددهم إلا الله، هم في القدرة، إن الرجل منهم لا يموت حتى يولد له ألف ذكر، وما أنتم في سائر الأمم إلا كالرقمة البيضاء في جلد أسود، أو كرقمة في ذراع - يعني الرقمة التي في ذراع الفرس - "