الموسوعة الحديثية


- بعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عبدَ اللهِ بنَ جحشٍ في رَهطٍ منَ المُهاجرينَ وَكتبَ لَهُ كتابًا وأمره ألَّا ينظُرَ فيهِ إلَّا بعدَ يومينِ من مَسيرِه . فإذا نظر فيه ووعَى ما كلَّفهُ الرَّسولُ به مَضى في تنفيذِه غير مستكرِهٍ أحدًا من أصحابِه، فسارَ عبدُ اللهِ، ثمَّ قرأَ الكتابَ بعد يومينِ، فإذا فيه: امضِ حتَّى تنزلَ نخله بين مكةَ والطَّائف، فترصُدَ بها قريشًا وتعلمَ لنا مِن أخبارِهِم . فقال عبدُ اللهِ: سمعًا وطاعةً، وأطلَع أصحابَه على كتابِ الرَّسولِ قائلًا: إنَّه نهاني أن استكرِهَ أحدًا منكُم، فمَن كان يريدُ الشَّهادةَ ويرغَبُ فيها فلينطلِق معي، ومن كرِهَ ذلكَ فليرجِعْ . . فلم يتخلَّف منهُم أحدٌ، غير أنَّ البعيرَ الَّذي كان يعتقِبُهُ سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ وعتبةُ بن غزوانٍ ندَّ منهُما فشُغِلا بطلبِه، ومضَى عبدُ الله برفاقِه حتَّى نزلَ أرض نخلةٍ، فمرَّت عيرُ قريشٍ فهاجَمها عبدُ اللهِ ومَن مَعهُ، فقُتلَ في هذه المعركةِ عمرُو بنُ الحضرمِيِّ وأُسِرَ اثنانِ من المشركينَ، وعاد عبدُ الله بن جحش بالقافِلةِ والأسيرين إلى المدينةِ . ويظهَرُ أنَّ هذا القتالَ وقعَ في آخِرِ رجبٍ، أي في الشَّهرِ الحرامِ . فلمَّا قدِمَتِ السَّريَّةُ على رسولِ اللهِ قال: ما أمرتُكم بقتالٍ في الشَّهرِ الحرامِ، ووقفَ التَّصرُّفَ في العيرِ والأسيرينِ . ووجَد المشركونَ فيما حدَث فرصةً لاتِّهام المسلِمينَ بأنَّهم قد أحلُّوا ما حرَّم اللهُ، وكثُر في ذلك القيلُ والقالُ، حتَّى نزَلَ الوحيُ حاسمًا هذِهِ الأقاويلَ ومؤيدًا مسلَكَ عبدِ اللهِ تجاهَ المشرِكينَ . يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ والْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ .
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة
الصفحة أو الرقم : 215 | خلاصة حكم المحدث : بعض سنده صحيح مرسلا
التخريج : أخرجه البيهقي (18449)، والخطيب في ((الكفاية)) (ص312) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري معلقا قبل حديث (64) بنحوه مختصراً