الموسوعة الحديثية


- عن عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه قالَ: إنَّ رَجُلًا قامَ في المَسجِدِ فقالَ: مِن أين تَأمُرُنا يا رَسولَ اللهِ أن نُهِلَّ؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يُهِلُّ أهْلُ المَدينةِ مِن ذي الحُلَيْفةِ، ويُهِلُّ أهْلُ الشَّامِ مِن الجُحْفةِ، ويُهِلُّ أهْلُ نَجْدٍ مِن قَرْنٍ، قالَ: ويَزعُمونَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: يُهِلُّ أهْلُ اليَمَنِ مِن يَلَمْلَمَ، وكانَ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه يقولُ: لم أَفقَهْ هذا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ إذا جازَ الحُلَيْفةَ حاجًّا أو مُعْتَمِرًا مَكَثَ بِها ما بَدا له، فإذا أرادَ أن يَركَبَ دَخَلَ المَسجِدَ فصلَّى فيه، فقُدِّمَتْ راحِلتُه بفِناءِ المَسجِدِ، فإذا خَرَجَ رَكِبَها، فإذا اسْتَوَتْ به قائِمةً أَهَلَّ، ثُمَّ انْطَلَقَ يُهِلُّ يقولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَريكَ لك لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمةَ لك والمُلْكَ، لا شَريكَ لك، وكانَ عَبْدُ اللهِ يقولُ: هذه تَلْبيةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ يَزيدُ مِن عنْدِه في أَثَرِ تَلْبيةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وسَعْدَيكَ، والخَيْرُ كلُّه في يَدَيك، والرَّغْباءُ إليك والعَمَلُ، يُهِلُّ بِذلك، وإذا دَخَلَ [أَدْنى] الحَرَمِ تَرَكَ الإهْلالَ حتَّى يَطوفَ بالبَيْتِ وبَيْنَ الصَّفا والمَرْوةِ، وكانَ كَثيرًا ما يقولُ عنْدَ الصَّفا والمَرْوةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، فما مَكَثَ بَعْدَ أن يَفرُغَ مِن طَوافِه كلِّه أَهَلَّ حتَّى يَروحَ مِن مَكَّةَ إلى مِنًى، فيُهِلُّ عَشِيَّةَ تلك اللَّيْلةِ الَّتي يَمكُثُ بمِنًى، وحتَّى يُصبِحُ بمِنًى، وكانَ إذا اسْتَطاعَ صلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْويةِ بمِنًى، وإذا رَكِبَ غادِيًا مِن مِنًى إلى عَرَفةَ تَرَكَ الإهْلالَ حتَّى يَقْضيَ حَجَّه، وأخَذَ يُكبِّرُ ويُهَلِّلُ، ويَحمَدُ ويُسَبِّحُ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أبو موسى المديني | المصدر : اللطائف من دقائق المعارف
الصفحة أو الرقم : 398 | خلاصة حكم المحدث : حسن السياق، أخرج البخاري منه ذكر الإهلال في الصحيح