الموسوعة الحديثية


- أخَذَ بيدي أميرُ المؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ بالكوفةِ، فخرَجْنا حتى انتَهَيْنا إلى الجبانِ ، فلمَّا أصحَرَ تنفَّسَ صُعَداءَ، ثمَّ قال لي: يا كُمَيلُ بنَ زيادٍ، إنَّ هذه القلوبَ أَوْعيةٌ، وخيرَها أَوْعاها للعلمِ، احفَظْ عنِّي ما أقولُ لكَ، الناسُ ثلاثةٌ: عالمٌ رَبَّانيٌّ، ومتعلِّمٌ على سبيلِ نجاةٍ، وهمَجٌ رَعاعٌ أتباعُ كلِّ ناعقٍ، يميلونَ مع كلِّ ريحٍ، لم يستضيئوا بنورِ العلمِ، ولم يَلْجؤوا إلى ركنٍ وثيقٍ، يا كُمَيلُ بنَ زيادٍ، العلمُ خيرٌ مِن المالِ، العلمُ يحرُسُكَ، وأنتَ تحرُسُ المالَ، المالُ يُنقِصُه النفقةُ، والعلمُ يزكو على الإنفاقِ، يا كُمَيلُ بنَ زيادٍ، محبةُ العالمِ دِينٌ يُدانُ، تُكسِبُه الطاعةَ في حياتِه، وجميلَ الأُحْدوثةِ بعدَ وفاتِه، ومنفعةُ المالِ تزولُ بزوالِه، العلمُ حاكمٌ، والمالُ محكومٌ عليه، يا كُمَيلُ، مات خُزَّانُ المالِ وهم أحياءٌ، والعلماءُ باقونَ ما بقِيَ الدهرُ، أَعْيانُهم مفقودةٌ، وأمثالُهم في القلوبِ موجودةٌ، وإنَّ ههنا -وأشارَ إلى صَدرِه- لعلمًا جَمًّا لو أصَبتُ حَمَلةً، بلى أصَبتُ لَقِنًا غيرَ مأمونٍ، يَستعمِلُ آلةَ الدِّينِ بالدُّنْيا... وذكَرَ الحديثَ.
خلاصة حكم المحدث : طريق غريب
الراوي : كميل بن زياد | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق الصفحة أو الرقم : 50/251
التخريج : أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/ 79)، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (1/ 182)، وسبط ابن الجوزي في ((تذكرة الخواص)) (صـ389) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: علم - الحث على طلب العلم علم - فضل العلم مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب جنائز وموت - زيارة القبور والأدب في ذلك رقائق وزهد - الوصايا النافعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث