الموسوعة الحديثية


- أنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ أبي بكرٍ قال لمَّا قُتِل عمرُ : إنِّي مررتُ بالهُرمزانِ وجُفَينةَ وأبي لؤلؤةً وهم نجِيٌّ ، فلمَّا رأَوْني ثاروا فسقط من بينهم خِنجرٌ له رأسان نِصابُه في وسطِه، فانظروا إلى الخنجرِ الَّذي قُتِل به عمرُ فإذا هو الَّذي وصفه، فانطلق عبيدُ اللهِ بنُ عمرَ فأخذ سيفَه حين سمِع ذلك من عبدِ الرَّحمنِ فأتَى الهُرمزانَ فقتله وقتل جُفَينةَ وقتل بنتَ أبي لؤلؤةَ صغيرةً وأراد قتل كلِّ سبيٍّ بالمدينةِ فمنعوه، فلمَّا استُخلِف عثمانُ قال له عمرُو بنُ العاصِ : إنَّ هذا الأمرَ كان وليس لك على النَّاسِ سلطانٌ فذهب دمُ الهُرمزانِ هدرًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح إلى ابن المسيب
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة في تمييز الصحابة الصفحة أو الرقم : 3/619
التخريج : أخرجه عبد الرزاق (5/ 478)، وابن سعد في ((الطبقات)) (3/ 329)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (5044) جميعهم بمعناه.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - الخلفاء فتن - مقتل عمر فتن - بدء الفتنة فتن - علامة أول الفتن
|أصول الحديث

أصول الحديث:


مصنف عبد الرزاق الصنعاني (5/ 478)
قال الزهري: فأخبرني سعيد بن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر - ولم نجرب عليه كذبة قط - قال: حين قتل عمر انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجي، فبغتهم فثاروا وسقط من بينهم خنجر له رأسان، نصابه في وسطه فقال عبد الرحمن: فانظروا بما قتل عمر؟ فنظروا فوجدوه خنجرا على النعت الذي نعت عبد الرحمن قال: فخرج عبيد الله بن عمر مشتملا على السيف حتى أتي الهرمزان فقال: اصحبني حتى ننظر إلى فرس لي - وكان الهرمزان بصيرا بالخيل - فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حر السيف قال: لا إله إلا الله، فقتله، ثم أتى جفينة - وكان نصرانيا - فدعاه فلما أشرف له

الطبقات الكبير لابن سعد (3/ 329)
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب, قال: أخبرني سعيد بن المسيب؛ أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال حين قتل عمر: قد مررت على أبي لؤلؤة قاتل عمر ومعه جفينة والهرمزان وهم نجي، فلما بغتهم ثاروا, فسقط من بينهم خنجر له رأسان, ونصابه وسطه، فانظروا ما الخنجر الذي قتل به عمر، فوجدوه الخنجر الذي نعت عبد الرحمن بن أبي بكر, فانطلق عبيد الله بن عمر حين سمع ذلك من عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه السيف, حتى دعا الهرمزان, فلما خرج إليه قال: انطلق معي حتى ننظر إلى فرس لي, وتأخر عنه حتى إذا مضى بين يديه علاه بالسيف, قال عبيد الله: فلما وجد حر السيف, قال: لا إله إلا الله، قال عبيد الله: ودعوت جفينة وكان نصرانيا من نصارى الحيرة, وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص, أقدمه المدينة للملح الذي كان بينه وبينه، وكان يعلم الكتاب بالمدينة، قال عبيد الله: فلما علوته بالسيف صلب بين عينيه، ثم انطلق عبيد الله, فقتل ابنة لأبي لؤلؤة صغيرة تدعي الإسلام، وأراد عبيد الله أن لا يترك سبيا بالمدينة إلا قتله، فاجتمع المهاجرون الأولون عليه فنهوه وتوعدوه, فقال: والله لأقتلنهم وغيرهم، وعرض ببعض المهاجرين، فلم يزل عمرو بن العاص به, حتى دفع إليه السيف، فلما دفع إليه السيف, أتاه سعد بن أبي وقاص, فأخذ كل واحد منهما برأس صاحبه يتناصيان, حتى حجز بينهما، ثم أقبل عثمان قبل أن يبايع له في تلك الليالي, حتى واقع عبيد الله فتناصيا، وأظلمت الأرض يوم قتل عبيد الله جفينة, والهرمزان, وابنة أبي لؤلؤة على الناس، ثم حجز بينه وبين عثمان, فلما استخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار, فقال: أشيروا علي في قتل هذا الرجل الذي فتق في الدين ما فتق، فاجتمع المهاجرون على كلمة واحدة يشايعون عثمان على قتله، وجل الناس الأعظم مع عبيد الله يقولون لجفينة والهرمزان: أبعدهما الله، لعلكم تريدون أن تتبعوا عمر ابنه؟ فكثر في ذلك اللغط والاختلاف، ثم قال عمرو بن العاص لعثمان: يا أمير المؤمنين، إن هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك على الناس سلطان, فأعرض عنهم، وتفرق الناس عن خطبة عمرو, وانتهى إليه عثمان, وودي الرجلان والجارية. قال محمد بن شهاب: قال حمزة بن عبد الله: قال عبد الله بن عمر: يرحم الله حفصة، فإنها ممن شجع عبيد الله على قتلهم.

شرح معاني الآثار (3/ 193)
5044 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود , قال: ثنا عبد الله بن صالح , قال: حدثني الليث , قال: حدثني عقيل , عن ابن شهاب , أنه قال: أخبرني سعيد بن المسيب , أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق , قال - حين قتل عمر - مررت على أبي لؤلؤة ومعه هرمزان. فلما بغتهم ثاروا فسقط من بينهم خنجر له رأسان ممسكه في وسطه. قال: قلت فانظروا لعله الخنجر الذي قتل به عمر فنظروا فإذا هو الخنجر الذي وصف عبد الرحمن. فانطلق عبيد الله بن عمر حين سمع ذلك من عبد الرحمن ومعه السيف حتى دعا الهرمزان فلما خرج إليه قال: انطلق حتى تنظر إلى فرس لي ثم تأخر عنه , إذا مضى بين يديه علاه بالسيف , فلما وجد مس السيف قال لا إله إلا الله قال عبيد الله ودعوت حفينة وكان نصرانيا من نصارى الحيرة فلما خرج إلي علوته بالسيف فصلت بين عينيه , ثم انطلق عبيد الله فقتل ابنة أبي لؤلؤة صغيرة تدعي الإسلام. فلما استخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار فقال: أشيروا علي في قتل هذا الرجل الذي فتق في الدين ما فتق. فاجتمع المهاجرون فيه على كلمة واحدة يأمرونه بالشدة عليه ويحثون عثمان على قتله وكان فوج الناس الأعظم مع عبيد الله يقولون لحفينة والهرمزان أبعدهما الله فكان في ذلك الاختلاف. ثم قال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر قد أعفاك الله من أن تكون بعدما قد بويعت وإنما كان ذلك قبل أن يكون لك على الناس سلطان فأعرض عن عبيد الله. وتفرق الناس عن خطبة عمرو بن العاص وودى الرجلين والجارية ففي هذا الحديث أن عبيد الله رضي الله عنه قتل حفينة وهو مشرك وضرب الهرمزان وهو كافر ثم كان إسلامه بعد ذلك. فأشار المهاجرون رضوان الله عليهم على عثمان رضي الله عنه بقتل عبيد الله , وعلي فيهم. فمحال أن يكون قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتل مؤمن بكافر يراد به غير الحربي ثم يشير المهاجرون وفيهم علي على عثمان بقتل عبيد الله بكافر ذي عهد ولكن معناه هو على ما ذكرنا من إرادته الكافر الذي لا ذمة له. فإن قال قائل: ففي هذا الحديث أن عبيد الله رضي الله عنه قتل بنتا لأبي لؤلؤة صغيرة تدعي الإسلام فيجوز أن يكون إنما استحلوا سفك دم عبيد الله بها لا بحفينة والهرمزان. قيل له: في هذا الحديث ما يدل على أنه أراد قتله بحفينة والهرمزان وهو قولهم أبعدهما الله . فمحال أن يكون عثمان رضي الله عنه أراد أن يقتله بغيرهما ويقول الناس له أبعدهما الله ثم لا يقول لهم إني لم أرد قتله بهذين إنما أردت قتله بالجارية ولكنه أراد قتله بهما وبالجارية. ألا تراه يقول فكثر في ذلك الاختلاف. فدل ذلك أن عثمان رضي الله عنه إنما أراد قتله بمن قتل وفيهم الهرمزان وحفينة. فقد ثبت بما ذكرنا ما صح عليه معنى هذا الحديث أن معنى حديثه على الأول على ما وصفنا فانتفى أن يكون فيه حجة تدفع أن يقتل المسلم بالذمي. وقد وافق ذلك أيضا رشده ما قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان منقطعا