الموسوعة الحديثية


- كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد اشتَدَّ عليه ما نال أصحابَه من أذاهم وتكذيبِهم وأحزَنَته ضلالتُهم، وكان يتمنَّى هداهم، فاتَّفَق أنَّه قرأ يومًا سورةَ النَّجمِ، وكان يُرَتِّلُ قراءته، فلما بلغ: {أفرأيتُمُ اللَّاتَ والعُزَّى ومناةَ الثَّالِثةَ الأخرى} [النجم 19، 20] ارتصده الشَّيطانُ في سكتةٍ من سَكَتاتِه فألقى عندها: وإنَّهنَّ الغرانيقُ العُلا، وإنَّ شفاعَتَهنَّ لتُرتَجى. محاكيًا نَغْمَتَه بحيثُ سَمِعه من دنا إليه فظنَّها من قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشاعها فوقَعَت في قلبِ كُلِّ مُشرِكٍ بمكَّةَ، وزلَّت بها ألسنَتُهم وتباشروا بها وقالوا: إنَّ محمَّدًا قد رجع إلى دينِنا. فلمَّا بلغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم آخِرَ النَّجمِ سَجَد وسَجَد معه كلُّ مُشركٍ غيرَ الوليدِ بنِ المغيرةِ، كان شيخًا كبيرًا ملأ كَفَّه ترابًا فسجد عليه، فعَجِب الفريقان كِلاهما من جماعتِهم في السُّجودِ بسُجودِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعَجِب المسلمون لسجودِ المُشرِكين معهم، ولم يكنِ المُسلِمون سمعوا ما ألقى الشَّيطانُ كما قاله موسى بنُ عُقبةَ، وأمَّا المُشرِكون فاطمأنُّوا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه. وفَشَت تلك الكَلِمةُ في النَّاسِ وأظهَرَها الشَّيطانُ حتَّى بلغت أرضَ الحبَشةِ ومَن بها من المسلِمين. ولمَّا بلغ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك ساءه، فأنزل اللهُ تعالى:  {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} أي: في قراءتِه.
خلاصة حكم المحدث : [له] روايات كثيرة باطلة لا أصل لها
الراوي : - | المحدث : ابن العربي | المصدر : سبل الهدى والرشاد الصفحة أو الرقم : 2/365
التخريج : -