الموسوعة الحديثية


- كانتْ قُرَيشٌ لا تُنكِرُ صَلاةَ الضُّحَى، إنَّما تُنكِرُ الوقتَ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا جاءَ وقْتُ العَصْرِ، تَفرَّقُوا إلى الشِّعابِ، فصَلَّوْا فُرَادى ومَثْنى، فمَشَى طُلَيْبُ بنُ عُمَيرٍ وحاطبُ بنُ عبدِ شَمْسٍ يُصلُّونَ بشِعْبِ أجنادٍ، بعضُهُم يَنظُرُ إلى البعضِ، إذْ هجَمَ عليهم ابنُ الأُصَيْدِيِّ وابنُ القِبْطِيَّةِ، وكانا فاحِشَيْنِ، فرَمَوهُمْ بالحِجارةِ ساعةً حتَّى خرَجَا وانصَرَفا وهُما يَشتَدَّانِ، وأتَيا أبا جَهْلٍ، وأبا لَهَبٍ، وعُقْبَةَ بنَ أبي مُعَيْطٍ، فذاكَروهُمُ الخَبَرَ، فيَطْلُعوا لَهُم في الصُّبْحِ، وكانوا يَخْرُجونَ في غَلَسِ الصُّبْحِ، فيَتوضَّؤونَ ويُصَلُّونَ. فبَيْنما هُم في شِعْبٍ، إذْ هجَمَ عليهم أبو جَهْلٍ، وعُقْبَةُ، وأبو لَهَبٍ، وعِدَّةٌ مِن سُفَهائهِم، فبَطَشوا بهم، فنالوا مِنْهُم، وأظْهَر أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإسلامَ، وتكلَّمُوا بهِ، ونادَوهُم، وذَبُّوا عن أنفُسِهِم، وتعمَّدَ طُلَيْبُ بنُ عُمَيرٍ إلى أبي جَهْلٍ، فضَرَبَه فشَجَّه، فأخَذُوه وأوثَقُوهُ، فقامَ دُونَه أبو لَهَبٍ حتَّى جَلَّاه، وكان ابنَ أخيهِ، فقِيلَ لِأرْوى بنتِ عبدِ المُطَّلِبِ: ألَا تَرَيْنِ إلى ابنِكِ طُلَيْبٍ قدِ اتَّبَع مُحمَّدًا، وصار عَرَضًا له -وكانت أرْوى قدْ أسْلَمَتْ- فقالتْ: خيْرُ أيَّامِ طُلَيْبٍ يومَ يَذُبُّ عنِ ابنِ خالِهِ، وقَدْ جاءَ بالحَقِّ مِن عندِ اللهِ تَعالَى، فقالوا: وقدِ اتَّبَعْتِ مُحمَّدًا؟ قالتْ: نَعَمْ، فخَرَجَ بعضُهُم إلى أبي لَهَبٍ فأخبَرَهُ، فأقبَلَ حتَّى دَخَلَ عليها، فقال: عجبًا لكِ ولاتِّباعِكِ مُحمَّدًا وترَكِكِ دينَ عبدِ المطَّلِبِ! قالتْ: قدْ كانَ ذَلِكَ، فقُمْ دونَ ابنِ أخيكَ فاعْضُدْه، وامْنَعْه؛ فإنْ ظَهَرَ أمرُهُ فأنتَ بالخِيارِ: إنْ شِئتَ أنْ تَدخُلَ معَهُ أو تكونَ على دِينِكَ، وإنْ لم تكُنْ كنتَ قدْ أعْذَرْتَ ابنَ أخيكَ، قال: ولنا طاقةٌ بالعَرَبِ قاطِبَةً؟! ثُمَّ يَقولون: جاءَ بدِينٍ مُحْدَثٍ، قالَ: ثمَّ انصَرَفَ أبو لَهَبٍ.
الراوي : برة بنت أبي تجراة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7060 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]