الموسوعة الحديثية


- كان معاذُ بنُ جبلٍ ادَّانَ بِدَيْنٍ على عهْدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى أَحَاطَ ذَلِكَ بمالِهِ وكان معاذٌ مِنْ صُلَحَاءِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال معاذٌ يا رسولَ اللهِ ما جعَلْتُ في نَفْسِي حينَ أَسْلَمْتُ أنْ أَبَخَلَ بمالِ ملكْتُهُ وإِنِّي أَنْفَقْتُ مَالِي في أمرِ الإسلامِ فَأَبْقَى ذلِكَ عَلَيَّ دينًا عَظِيمًا فادْعوا غُرَمَائِي فاسْتَرْفِقْهُمْ فإِنْ أَرْفَقُونِي فَسَبِيلُ ذَلِكَ وَإِنْ أَبَوْا فَاجْعَلْنِي لهم من مالي فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غرمَاءَهُ فعرَضَ علَيْهِمْ أنْ يَرْفُقُوا بِهِ فقالوا نحنُ نحبُّ أموالَنا فدفَعَ إليهِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَالَ مُعَاذٍ كُلَّهُ ثمَّ إِنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَثَ معاذًا إلى بعضِ اليمَنِ لِيَجْبُرَهُ فأصابَ معاذٌ مِنَ اليَمَنِ مِنَ مَرَافِقِ الإمارَةِ مالًا فتوُفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعاذٌ باليمَنِ فارَتَّدَ بعضُ أهلِ اليمنِ فقاتَلَهُمْ معاذٌ وأمراءٌ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّرَهُمْ على اليمنِ حتى دَخَلُوا في الإسلامِ ثم قَدِمَ في خلافةِ أبي بكرِ الصديقِ بمالٍ عظيمٍ فأتاه عمرُ بنُ الخطابِ فقال إنكَ قَدْ قدِمْتَ بمالٍ عظيمٍ فإِنِّي أرى أن تَأْتِي أبا بكرٍ فَتَسْتَحِلَّهُ مِنْهُ فإنْ أحلَّهُ لكَ طابَ لكَ وإلَّا دَفَعْتَهُ إليه فقال معاذُ لقدْ علِمْتَ يا عمرُ ما بَعَثَنِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلا لِيَجْبُرَنِي في حينِ دَفَعَ مَالِي إِلَى غُرَمَائِي وَمَا كنتُ لِأَدْفَعَ لِأَبِي بَكْرٍ شَيْئًا مِمَّا جِئْتُ بِهِ إلَّا إنْ سألَنيهِ فإنْ سَأَلَنِيهِ دفعتُه إليه وإن لم يأخذْ أمسكتُه فقال له عمرُ إني لم أر لَكَ ولِنَفْسِي إلَّا خيرًا ثم قام عمرُ فانصرفَ فلمَّا وَلَّى عمرُ دعَاهُ معاذٌ فقال إني مطيعُكَ ولَوْلَا رُؤْيَا رَأَيْتُها لم أُطِعْكَ إِنِّي أَرَاني في نومِي غَرقْتُ في جوبَةٍ فأَرَاكَ أخذْتَ بِيَدِي فَأَنْجَيْتَنِي مِنْهَا فَانطَلِقْ بنا إلى أبي بكرٍ فانطلَقَا حتى دَخَلَا عَلَيْهِ فَذَكَرَ لَهُ معاذُ كنحْوِ مِمَّا كَلَّمَ بِهِ عمرَ فيما كان من غرمائِهِ وما أرادَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من جَبْرِهِ ثمَّ أعلَمَهُ بما جاءَ بِهِ من المالِ حتى قال وسَوْطِي هَذَا مما جئْتُ بِهِ فمَا رَأْيَتَ فخذْ وما رأيتَ فأَطِبْهُ فقال له أبو بكرٍ هو لكَ كلُّهُ يا معاذُ فالْتَفَتَ عمرُ إلى معاذٍ فقالَ يا معاذُ هذَا حينَ طابَ فكانَ معاذٌ مِنْ أكْثَرِ أَصْحَابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مالًا وكان معاذٌ أَوَّلَ رَجُلٍ أصابَ مالًا مِنْ مَرَافِقِ الْإِمَارَةِ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فمضتِ السُّنَّةُ في معاذٍ بأَنْ خلعَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من مالِهِ ولم يأمرْهُ بِبَيْعِهِ وفي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أسوةٌ حسنةٌ
خلاصة حكم المحدث : فيه ابن لهيعة وفيه كلام وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أن ابن شهاب قال عن ابن كعب بن مالك عن أبيه ولم يسمه ولا يعلم في أولاد كعب ضعيف والله أعلم
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 4/146
التخريج : أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (3250) واللفظ له، وعبد الرزاق (15177) بمعناه، والحاكم (5192) بمعناه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: بيوع - الحجر على المدين وبيع ماله جهاد - قتال أهل الردة إمامة وخلافة - أرزاق العمال مناقب وفضائل - معاذ بن جبل تفليس - الحجر على المفلس وبيع ماله
|أصول الحديث

أصول الحديث:


المعجم الأوسط (3/ 309)
3250 – وبه [حدثنا بكر قال] حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثني ابن لهيعة قال: نا يزيد بن أبي حبيب، عن عمارة بن غزية، عن ابن شهاب، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، وكان أحد النفر الثلاثة الذين تاب الله عليهم قال: كان معاذ بن جبل ادان بدين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحاط ذلك بماله، وكان معاذ من صلحاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال معاذ: يا رسول الله، والله ما جعلت في نفسي حين أسلمت أن أبخل على الإسلام بمال ملكته، وإني أنفقت مالي في أمر الإسلام، فأبقى ذلك علي دينا عظيما: فادع غرمائي، فاسترفقهم، فإن أرفقوا بي فسبيل ذلك، وإن أبوا فاخلعني لهم من مالي قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم غرماءه، فعرض عليهم أن يرفقوا به فقالوا: نحن نحب أموالنا، فدفع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مال معاذ كله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا على بعض اليمن ليجبره ، فأصاب معاذ من اليمن من مرافق الإمارة مالا، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ باليمن، فارتد بعض أهل اليمن، فقاتلهم معاذ وأمراء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم على اليمن حتى دخلوا في الإسلام، ثم قدم في خلافة أبي بكر الصديق بمال عظيم، وأتاه عمر بن الخطاب، فقال: إنك قدمت بمال عظيم، وإني أرى أن تأتي أبا بكر، فتستحل منه، فإن أحله لك طاب لك، وإلا دفعته إليه، فقال معاذ: لقد علمت يا عمر، ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليجبرني حين دفع مالي إلى غرمائي، وما كنت لأدفع إلى أبي بكر شيئا مما جئت به إلا أن يسألنيه، فإن سألنيه دفعته إليه، وإن لم يأخذ أمسكته ، فقال له عمر: إني لم آلك ونفسي إلا خيرا، ثم قام عمر، فانصرف، فلما ولى دعاه، فعاد، فقال: إني مطيعك، ولولا رؤيا رأيتها لم أطعك، إني أراني في نومي غرقت في حومة ماء، فأراك أخذت بيدي، فأنجيتني منها، فانطلق بنا إلى أبي بكر، فانطلقا حتى دخلا عليه، فذكر له معاذ كنحو مما كلم به عمر فيما كان من غرمائه، وما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبره، ثم أعلمه بما جاء به من المال، حتى قال: وسوطي هذا مما جئت به، فما رأيت فخذ، وما رأيت فأطبه، فقال له أبو بكر: هو لك كله يا معاذ، فالتفت عمر إلى معاذ، فقال: يا معاذ، هذا حين طاب لك، فكان معاذ من أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مالا، وكان معاذ أول رجل أصاب مالا من مرافق الإمارة قال ابن شهاب: فمضت السنة في معاذ بأن خلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماله، ولم يأمر ببيعه، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لم يرو هذا الحديث عن الزهري بهذا التمام إلا يزيد بن أبي حبيب، وعمارة بن غزية، تفرد به ابن لهيعة

مصنف عبد الرزاق الصنعاني (8/ 267)
15177 - عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: كان معاذ بن جبل رجلا سمحا شابا جميلا من أفضل شباب قومه، وكان لا يمسك شيئا فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له، فأبوا، فلو تركوا لأحد من أجل أحد، تركوا لمعاذ بن جبل من أجل النبي صلى الله عليه وسلم، فباع النبي صلى الله عليه وسلم كل ماله في دينه، حتى قام معاذ بغير شيئ، حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على طائفة من اليمن أميرا ليجبره، فمكث معاذ باليمن وكان أول من اتجر في مال الله هو، ومكث حتى أصاب، وحتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قبض قال عمر لأبي بكر: أرسل إلى هذا الرجل، فدع له ما يعيشه، وخذ سائره منه، فقال أبو بكر: إنما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليجبره، ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني، فانطلق عمر إلى معاذ إذ لم يطعه أبو بكر، فذكر ذلك عمر لمعاذ، فقال معاذ: إنما أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبرني، ولست بفاعل، ثم لقي معاذ عمر فقال: قد أطعتك، وأنا فاعل ما أمرتني به، إني أريت في المنام أني في حومة ماء، قد خشيت الغرق، فخلصتني منه يا عمر، فأتى معاذ أبا بكر فذكر ذلك له، وحلف له أنه لم يكتمه شيئا حتى بين له سوطه، فقال أبو بكر: لا والله لا آخذه منك، قد وهبته لك قال عمر: هذا حين طاب وحل قال: فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام قال معمر: فأخبرني رجل من قريش قال: سمعت الزهري يقول: لما باع النبي صلى الله عليه وسلم مال معاذ أوقفه للناس، فقال: من باع هذا شيئا فهو باطل

المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 306)
5192 - حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الإمام، أن الحسن بن علي بن زياد، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال: كان معاذ بن جبل رضي الله عنه شابا حليما سمحا من أفضل شباب قومه ولم يكن يمسك شيئا، فلم يزل يدان حتى أغرق ماله كله في الدين، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم غرماؤه ، فلو تركوا أحدا من أجل أحد لتركوا معاذا من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فباع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماله حتى قام معاذ بغير شيء هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه