الموسوعة الحديثية


- أنَّه خرج هو وابنُ خالتِه معاذُ بنُ عَفراءَ حتَّى قَدِما مكَّةَ، فلمَّا هبطا من الثَّنيَّةِ رأى رجلًا تحتَ شَجرةٍ. قال: وهذا قبلَ خُروجِ السِّتَّةِ من الأنصارِ، فلمَّا رأيناه قُلنا نأتي هذا الرَّجُلَ لنستودِعَه راحِلَتَنا حتى نطوفَ بالبيتِ، فجِئنا فسَلَّمنا عليه تسليمَ أهلِ الجاهليَّةِ، فرَدَّ علينا تسليمَ أهلِ الإسلامِ، وقد سَمِعت بالنَّبيِّ، فأنكَرنا، فقُلنا: من أنت؟ قال: «انزلوا» فنَزَلنا فقُلنا: أين هذا الرَّجُلُ الذي يدَّعي ما يدَّعي ويقولُ ما يقولُ؟ قال: «أنا هو» قُلنا: اعرِضْ علينا الإسلامَ، فعَرَض، وقال: مَن خَلَق السَّمواتِ والأرضَ والجبالَ؟ قُلنا: خَلقَهنَّ اللهُ عزَّ وجلَّ. قال: «فمَن خَلَقَكم؟» قُلنا: اللهُ عزَّ وجَلَّ. قال: «فمَن عَمِل هذه الأصنامَ التي تعبدون؟» قُلنا: نحن. قال: «الخالِقُ أحَقُّ بالعبادةِ أو المخلوقِ؟» قُلنا: الخالِقُ، قال: «فأنتم أحَقُّ أن تعبُدوا ربَّكم وأنتم عَمِلتُموهنَّ، واللهُ أحَقُّ أن تعبُدوه من شيءٍ عَمِلتُموه، وأنا أدعوكم إلى عبادةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، وشهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وتَركِ العُدوانِ وإن غَضِب النَّاسُ» فقالا: لو كان هذا الذي تدعو إليه باطِلًا لما كان من معالي الأمورِ ومحاسِنِ الأخلاقِ، فأمسِكْ راحِلَتَنا حتَّى نأتيَ البَيتَ. فجلس عندَه مُعاذُ بنُ عَفراءَ. قال رافِعٌ: فجئتُ البيتَ فطُفتُ وأخرَجتُ سَبعةَ أقداحٍ وجَعَلتُ له بينها قِدْحًا، فاستَقبَلتُ البيتَ وقُلتُ: اللَّهُمَّ إن كان ما يدعو إليه محمَّدٌ حَقًّا فأخرِجْ قِدحَه سَبعَ مرَّاتٍ، فضَرَبتُ بها سبعَ مرَّاتٍ، فصِحتُ: «أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ» فاجتمع النَّاسُ عليَّ وقالوا: مجنونٌ رَجُلٌ صَبَأ، فقُلتُ: بل رجُلٌ مؤمنٌ، ثمَّ جِئتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأعلى مكَّةَ، فلمَّا رآني معاذُ بنُ عَفراءَ قال: لقد جئتَ بوَجهٍ ما ذَهَبتَ به يا رافِعُ، لقد جئتَ وآمنتَ، وعَلَّمَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ يوسُفَ وسورةَ العَلَقِ: {اقرَأْ باسمِ رَبِّك الذي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}، ثمَّ خرجنا راجِعين إلى المدينةِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : محمد ابن يوسف الصالحي | المصدر : سبل الهدى والرشاد الصفحة أو الرقم : 3/189
التخريج : -