الموسوعة الحديثية


- عَن ابنِ عبَّاسٍ أنَّهُ قال : ابتَدعوا السَّبتَ فابتُلُوا فيه، فحُرِّمَتْ عليهِم فيهِ الحيتانُ، فكانوا إذا كان يَومُ السَّبتِ شَرعَت لهم الحيتانُ ينظُرون إليها في البَحرِ، فإذا انقَضى السَّبتُ ذهبَت فلم تُرَ حتَّى السَّبتِ المقبلِ، فإذا جاء السَّبتُ جاءت شُرَّعًا، فمكَثوا ما شاء اللهُ أن يمكُثوا كذلك، ثمَّ إنَّ رجلًا منهُم أخذ حوتًا فَخرَمَ أنفَه ثمَّ، ضَرب لهُ وتدًا في السَّاحلِ، وربطَه و تركَه في الماءِ. فَلمَّا كان الغَدُ أخذَه فشوَّاهُ فأكلَه، فَفَعل ذلكَ وهم ينظُرون و لا يُنكرونَ، ولا يَنهاهُ منهُم أحدٌ، إلَّا عُصبةٌ منهُم نَهوهُ، حتَّى ظهر ذلكَ في الأسواقِ ففُعِلَ علانيةً. قال : فقالَت طائفةٌ للذين يَنهَونَهم : لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ، فقالوا : سَخِطَ أعمالَهم وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ. فَلَمَّا نَسُوْا مَا ذُكِّرُوْا بِهِ إلى قولِه قِرَدَةً خَاسِئِينَ، قال ابنُ عبَّاسٍ : كانوا أثلاثًا : ثلثٌ نَهَوا، و ثلُثٌ قالوا : لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ، و ثلثٌ أصحابُ الخطيئةِ، فما نجا إلَّا الَّذينَ نَهَوا وهلَكَ سائرُهم.
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم الصفحة أو الرقم : 3/495
التخريج : أخرجه الطبري في ((التفسير)) ((10/ 520)) بلفظه مطولا، والحاكم (3254) والبيهقي في (معرفة السنن والآثار)) (20819) بنحوه
التصنيف الموضوعي: أمر بالمعروف ونهي عن المنكر - إثم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر بالمعروف ونهي عن المنكر - الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رقائق وزهد - شؤم المعاصي علم - القصص إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


تفسير ابن كثير ط العلمية (3/ 447)
قال محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: ابتدعوا السبت فابتلوا فيه فحرمت عليهم فيه الحيتان فكانوا إذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تر حتى السبت المقبل فإذا جاء السبت جاءت شرعا فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا كذلك ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا فخزم أنفه ثم ضرب له وتدا في الساحل وربطه وتركه في الماء فلما كان الغد أخذه فشواه فأكله ففعل ذلك وهم ينظرون ولا ينكرون ولا ينهاه منهم أحد إلا عصبة منهم نهوه حتى ظهر ذلك في الأسواق ففعل علانية قال: فقالت: طائفة للذين ينهونهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم فقالوا: نسخط أعمالهم ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به- إلى قوله- قردة خاسئين قال ابن عباس كانوا ثلاثا ثلث نهوا وثلث قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم وثلث أصحاب الخطيئة فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائره

تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (10/ 520)
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: " {واسألهم عن القرية التي، كانت حاضرة البحر} [[الأعراف: 163]] إلى قوله: {شرعا} [[الأعراف: 163]] قال: قال ابن عباس: ابتدعوا السبت، فابتلوا فيه، فحرمت عليهم فيه الحيتان، فكانوا إذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر، فإذا انقضى السبت ذهبت، فلم تر حتى السبت المقبل، فإذا جاء السبت جاءت شرعا. فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا كذلك، ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا فخزم أنفه، ثم ضرب له وتدا في الساحل وربطه وتركه في الماء، فلما كان الغد أخذه فشواه فأكله. ففعل ذلك وهم ينظرون ولا ينكرون، ولا ينهاه منهم أحد إلا عصبة منهم نهوه، حتى ظهر ذلك في الأسواق وفعل علانية، قال: فقالت طائفة للذين ينهون: {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم} [[الأعراف: 164]] في سخطنا أعمالهم {ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به} [[الأعراف: 165]] . إلى قوله: {قلنا لهم كونوا قردة خاسئين} [[الأعراف: 166]] قال ابن عباس: كانوا أثلاثا: ثلث نهوا، وثلث قالوا: {لم تعظون قوما الله مهلكهم} [[الأعراف: 164]] ، وثلث أصحاب الخطيئة. فما نجا إلا الذين نهوا، وهلك سائرهم، فأصبح الذين نهوا عن السوء ذات يوم في مجالسهم يتفقدون الناس لا يرونهم، فغلقوا عليهم دورهم، فجعلوا يقولون: إن للناس لشأنا، فانظروا ما شأنهم، فاطلعوا في دورهم، فإذا القوم قد مسخوا في ديارهم قردة، يعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد، ويعرفون المرأة بعينها وإنها لقردة، قال الله: {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين} [[البقرة: 66]] "

المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 352)
3254 - حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثلاث مائة، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أخبرني يحيى بن سليم، ثنا ابن جريج عن عكرمة قال: دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما، وهو يقرأ في المصحف قبل أن يذهب بصره، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك يا ابن عباس جعلني الله فداك؟ قال: فقال: هل تعرف أيلة؟ قلت: وما أيلة؟ قال: قرية كان بها ناس من اليهود فحرم الله عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت حيتانهم تأتيهم يوم سبتهم، شرعا بيضاء سمان، كأمثال المخاض بأفنياتهم وأبنياتهم، فإذا كان في غير يوم السبت، لم يجدوها، ولم يدركوها إلا في مشقة ومئونة شديدة، فقال بعضهم لبعض أو من قال ذلك منهم: لعلنا لو أخذناها يوم السبت، وأكلناها في غير يوم السبت. ففعل ذلك أهل بيت منهم، فأخذوا فشووا، فوجد جيرانهم ريح الشواء، فقالوا: والله ما نرى أصحاب بني فلان شيء، فأخذوها آخرون حتى فشا ذلك فيهم، وكثر فافترقوا فرقا ثلاثا، فرقة أكلت، وفرقة نهت، وفرقة قالت: {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم} [[الأعراف: 164]] عذابا شديدا. فقالت الفرقة التي نهت: إنا نحذركم غضب الله وعقابه، أن يصيبكم بخسف أو قذف أو ببعض ما عنده من العذاب، والله لا نبايتكم في مكان وأنتم فيه، وخرجوا من السور، فغدوا عليه من الغد، فضربوا باب السور، فلم يجبهم أحد، فأتوا بسلم فأسندوه إلى السور، ثم رقي منهم راق على السور، فقال: يا عباد الله قردة، والله لها أذناب تعاوى ثلاث مرات، ثم نزل من السور ففتح السور، فدخل الناس عليهم، فعرفت القردة أنسابها من الإنس، ولم تعرف الإنس أنسابها من القردة، قال: فيأتي القرد إلى نسيبه وقريبه من الإنس، فيحتك به، ويلصق، ويقول الإنسان: أنت فلان؟ فيشير برأسه أي نعم، ويبكي، وتأتي القردة إلى نسيبها وقريبها من الإنس، فيقول لها: أنت فلانة؟ فتشير برأسها أي نعم، وتبكي، فيقول لهم الإنس: أما إنا حذرناكم غضب الله وعقابه أن يصيبكم بخسف أو مسخ أو ببعض ما عنده من العذاب قال ابن عباس: فاسمع الله يقول فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلا أدري ما فعلت الفرقة الثالثة، قال ابن عباس: فكم قد رأينا من منكر فلم ننه عنه قال عكرمة: فقلت: ما ترى جعلني الله فداك؟ إنهم قد أنكروا، وكرهوا حين قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا؟ فأعجبه قولي ذلك، وأمر لي ببردين غليظين فكسانيهما هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

معرفة السنن والآثار (14/ 473)
20819 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في كتاب المستدرك، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي، رحمه الله قال: أخبرني يحيى بن سليم، حدثنا ابن جريج، عن عكرمة، قال: دخلت على ابن عباس، وهو يقرأ في المصحف قبل أن يذهب بصره، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك يا أبا عباس جعلني الله فداءك؟ فقال لي: هل تعرف أيلة؟، فقلت: وما أيلة؟ فقال: " قرية كان بها ناس من اليهود، فحرم الله عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت حيتانهم تأتيهم يوم سبتهم شرعا بيضاء سمانا كأمثال المخض، بأفنائهم، وأبنياتهم، فإذا كان في غير يوم السبت لم يجدوها ولم يدركوها إلا في مشقة ومؤنة شديدة، فقال بعضهم لبعض , أو من قال ذلك منهم: لعلنا لو أخذناها يوم السبت فأكلناها في غير يوم السبت؟ ففعل ذلك أهل بيت منهم، فأخذوا فشووا، فوجد جيرانهم ريح الشواء، فقالوا: والله ما نرى أصاب بني فلان شيء، فأخذها آخرون، حتى فشا ذلك فيهم أو كثر، فافترقوا فرقا ثلاثة: فرقة أكلت، وفرقة نهت، وفرقة قالت: لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا؟ فقالت الفرقة التي نهت: نحذركم غضب الله، وعقابه فيصيبكم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده من العذاب، والله لا نبايتكم في مكان، وأنتم فيه " قال: " فخرجوا من السور فغدوا عليه من الغد، فضربوا باب السور، فلم يجبهم أحد، فأتوا بسلم فأسندوه إلى السور، ثم رقي منهم راق على السور، فقال: يا عباد الله قردة، والله لها أذناب تعاوى. ثلاث مرات. ثم نزل من السور ففتح السور، فدخل الناس عليهم فعرفت القرود أنسابها من الإنس، ولم تعرف الإنس أنسابها من القرود " قال: " فيأتي القرد إلى نسيبه من الإنس فيحتك به، ويلصق، ويقول الإنسان: أنت فلان؟ فيشير برأسه: أي نعم، ويبكي. وتأتي القردة إلى نسيبها، وقريبها من الإنس فيقول لها الإنسان: أنت فلانة فتشير برأسها أي نعم، وتبكي. فيقول لهم الإنس: إنا حذرناكم غضب الله، وعقابه أن يصيبكم بخسف أو مسخ أو ببعض ما عنده من العذاب " قال ابن عباس: " فأسمع الله تعالى يقول: {أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون} [[الأعراف: 165]]، فلا أدري ما فعلت الفرقة الثالثة ". قال ابن عباس: فكم قد رأينا من منكر لم ننه عنه قال عكرمة: فقلت: ألا ترى جعلني الله فداءك أنهم قد أنكروا، وكرهوا حين قالوا: لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا؟ فأعجبه قولي ذلك، وأمر لي ببردين غليظين فكسانيهما