الموسوعة الحديثية


- وقَعَ الطَّاعونُ بالشَّامِ، فخطَبَ النَّاسَ عَمرُو بنُ العاصِ، فقال: هذا الطَّاعونُ رِجزٌ، ففِرُّوا منه في الأوْديةِ والشِّعابِ. فبَلَغَ ذلك شُرَحْبيلَ بنَ حَسَنةَ، فغضِبَ، وجاء يَجُرُّ ثَوبَه، ونَعلاه في يَدِه، فقال: صحِبتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ولكنَّه رَحمةُ ربِّكم، ودَعْوةُ نَبيِّكم، ووَفاةُ الصَّالحينَ قبلَكم. فبَلَغَ ذلك مُعاذًا، فقال: اللَّهُمَّ اجعَلْ نَصيبَ آلِ مُعاذٍ الأوْفَرَ. فماتتِ ابنتاه، فدَفَنَهما في قَبرٍ واحدٍ، وطُعِنَ ابنُه عبدُ الرَّحمنِ، فقال -يَعني لابنِه لمَّا سَألَه: كيف تَجِدُكَ؟- قال: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران: 60]، قال: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102]، قال: وطُعِنَ مُعاذٌ في كَفِّه، فجَعَلَ يُقلِّبُها، ويقولُ: هي أحَبُّ إلَيَّ مِن حُمرِ النَّعَمِ. فإذا سُرِّيَ عنه، قال: ربِّ، غُمَّ غَمَّكَ، فإنَّكَ تَعلَمُ أنِّي أُحِبُّكَ. ورَأى رَجُلًا يَبكي، قال: ما يُبكيكَ؟ قال: ما أبكي على دُنيا كنتُ أصَبتُها منك، ولكنْ أبكي على العِلمِ الذي كنتُ أُصيبُه منك. قال: ولا تَبكِه؛ فإنَّ إبراهيمَ صَلَواتُ اللهِ عليه كان في الأرضِ، وليس بها عِلمٌ؛ فآتاه اللهُ عِلمًا، فإنْ أنا مِتُّ، فاطلُبِ العِلمَ عندَ أربعةٍ: عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، وسَلمانَ الفارسيِّ، وعَبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ، وعُوَيمرٍ أبي الدَّرداءِ.
الراوي : عبدالرحمن بن غنم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 1/459 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] شهر بن حوشب ضعيف،