الموسوعة الحديثية


- فقدِمَ الجارودُ من البَحرينِ فقالَ : يا أميرَ المؤمنينَ إنَّ قُدامةَ بنَ مَظعونٍ قد شَرِبَ مُسكِرًا، وإنِّي رأيتُ حدًّا مِن حدودِ اللهِ تعالى حقٌّ عليَّ أن أرفعَه إليكَ، فقال لهُ عُمرُ : مَن يشهدُ لي علَى ما تَقولُ ؟ فقال : أبو هريرةَ. فدعا عُمرُ أبا هريرةَ فقال : عَلامَ تَشهدُ يا أبا هريرةَ ؟ فقال : لَم أرَهُ حينَ شرِبَ وقد رأيتُه سَكرانَ يَقيءُ. فقال عمرُ : لقد تَنطَّعتَ في الشَّهادةِ. ثمَّ كتَب عُمرُ إلى قُدامةَ وهوَ بالبَحرينِ يأمُرُه بالقدومِ عليهِ، فلمَّا قدِمَ قُدامةُ والجارودُ بالمدينةِ كلَّم الجارودُ عُمرَ فقال لهُ : أقِم على هذا كتابَ اللهِ، فقال عُمرُ للجارودِ : أشهيدٌ أنتَ أم خَصمٌ ؟ فقال الجارودُ : أنا شهيدٌ، قالَ : قَد كنتَ أدَّيْتَ الشَّهادةَ، فَسكَتَ الجارودُ ثمَّ قال : لتَعلمَنَّ أنِّي أنشُدُك اللهَ . فقالَ عمرُ : أمَّا واللهِ لتَملِكَنَّ لسانَك أو لأسوءَنَّكَ، فقالَ الجارودُ : أمَّا واللهِ ما ذلكَ بالحقِّ أن يشرَبَ ابنُ عمِّكَ وتَسوءَني، فتوعَّدَه عمرُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [عبدالله بن عامر بن ربيعة] | المحدث : ابن العربي | المصدر : أحكام القرآن لابن العربي الصفحة أو الرقم : 2/168
التخريج : أخرجه عبد الرزاق (17076)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (6/ 82)، وابن شبة في ((تاريخ المدينة)) (3/ 842) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - التسمية بأمير المؤمنين حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - درء الحدود حدود - من وجد منه ريح شراب أو لقي سكران حدود - حد شارب الخمر
|أصول الحديث

أصول الحديث:


مصنف عبد الرزاق (9/ 240 ت الأعظمي)
: 17076 - عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة، وكان أبوه شهد بدرا إن عمر بن الخطاب، استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وهو خال حفصة وعبد الله بن عمر فقدم ‌الجارود سيد عبد القيس على عمر من البحرين فقال: يا أمير المؤمنين إن قدامة شرب فسكر، ولقد رأيت حدا من حدود الله حقا علي ‌أن ‌أرفعه ‌إليك فقال عمر: من يشهد معك قال: أبو هريرة: فدعا أبا هريرة فقال: بم أشهد؟ قال: لم أره يشرب ولكني رأيته سكران فقال عمر: " لقد تنطعت في الشهادة قال: ثم كتب إلى قدامة أن يقدم إليه من البحرين فقال ‌الجارود لعمر: أقم على هذا كتاب الله عز وجل فقال عمر: أخصم أنت أم شهيد قال: بل شهيد قال: فقد أديت شهادتك قال: فقد صمت ‌الجارود حتى غدا على عمر فقال: أقم على هذا حد الله فقال عمر: ما أراك إلا خصما، وما شهد معك إلا رجل فقال ‌الجارود: إني أنشدك الله، فقال عمر: لتمسكن لسانك أو لأسوءنك فقال ‌الجارود: أما والله ما ذاك بالحق أن شرب ابن عمك وتسوءني، فقال أبو هريرة: إن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها، وهي امرأة قدامة فأرسل عمر إلى هند ابنة الوليد ينشدها فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر لقدامة: إني حادك فقال: لو شربت كما يقولون ما كان لكم أن تجلدوني، فقال عمر: لم؟ قال قدامة: قال الله تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا} [[المائدة: 93]] الآية فقال عمر: أخطأت التأويل إنك إذا اتقيت اجتنبت ما حرم الله عليك قال: ثم أقبل عمر على الناس فقال: ماذا ترون في جلد قدامة قالوا: لا نرى أن تجلده ما كان مريضا، فسكت عن ذلك أياما وأصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لأصحابه: ماذا ترون في جلد قدامة قالوا: لا نرى أن تجلده ما كان ضعيفا فقال عمر: لأن يلقى الله تحت السياط أحب إلي من أن يلقاه، وهو في عنقي ائتوني بسوط تام فأمر بقدامة فجلد فغاضب عمر قدامة وهجره فحج وقدامة معه مغاضبا له، فلما قفلا من حجهما، ونزل عمر بالسقيا نام، ثم استيقظ من نومه قال: عجلوا علي بقدامة فائتوني به فوالله إني لأرى آت أتاني فقال: سالم قدامة فإنه أخوك فعجلوا إلي به فلما أتوه أبى أن يأتي، فأمر به عمر إن أبى إن يجروه إليه فكلمه عمر واستغفر له فكان ذلك أول صلحهما

الطبقات الكبرى - ط العلمية (6/ 82)
: قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معمر ومحمد بن عبد الله وعبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب ولى قدامة بن مظعون البحرين فخرج قدامة على عمله فأقام فيه لا يشتكى فيه مظلمة ولا فرج إلا أنه لا يحضر الصلاة. قال فقدم ‌الجارود سيد عبد القيس على عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين إن قدامة قد شرب وإني رأيت حدا من حدود الله كان حقا علي ‌أن ‌أرفعه ‌إليك. فقال عمر: من يشهد على ما تقول؟ فقال ‌الجارود: أبو هريرة يشهد. فكتب عمر إلى قدامة بالقدوم عليه. فقدم. فأقبل ‌الجارود يكلم عمر ويقول: أقم على هذا كتاب الله. فقال عمر: أشاهد أنت أم خصم؟ فقال ‌الجارود: بل أنا شاهد. فقال عمر: قد كنت أديت شهادتك. فسكت ‌الجارود. ثم غدا عليه من الغد فقال: أقم الحد على هذا. فقال عمر: ما أراك إلا خصما وما يشهد عليه إلا رجل واحد. أما والله لتملكن لسانك أو لأسوءنك. فقال ‌الجارود: أما والله ما ذاك بالحق أن يشرب ابن عمك وتسوءني. فوزعه عمر.

تاريخ المدينة لابن شبة (3/ 842)
: حدثنا محمد بن الفضل عارم قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، قال: حدثني عبد الله بن عامر بن ربيعة، وكان أبوه قد شهد بدرا: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، فقدم ‌الجارود سيد عبد القيس على عمر رضي الله عنه من البحرين فقال: إن قدامة بن مظعون شرب فسكر، ثم إني رأيت حدا حقا علي ‌أن ‌أرفعه ‌إليك، قال: من يشهد معك؟ قال: أبو هريرة رضي الله عنه، فأرسل إلى أبي هريرة رضي الله عنه فقال: أما تشهد؟ قال: لم أره حين شرب؟ ولكني رأيته سكران يقيء، قال: لقد تنطعت في الشهادة يا أبا هريرة ، ثم كتب إلى قدامة أن يقدم، فقدم على عمر رضي الله عنه فقام ‌الجارود إلى عمر رضي الله عنه فقال: أقم على هذا حد الله، قال: أخصم أنت أم شهيد؟ قال: لا، بل شهيد، قال: قد أديت شهادتك ، فصمت ‌الجارود حتى غدا على عمر رضي الله عنه من الغد فقال: أقم على هذا حد الله، فقال: ما أراك إلا خصما، وما أراك شهد معك إلا رجل ، قال: أنشدك الله يا أمير المؤمنين، قال: لتمسكن لسانك أو لأسوءنك؟ قال: والله ما ذاك بالعدل، يشرب ابن عمك وتسوءني؟ فقال أبو هريرة رضي الله عنه وهو جالس: يا أمير المؤمنين إن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها وهي امرأة قدامة فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد يناشدها، فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر رضي الله عنه: إني جالدك يا قدامة ، فقال: لئن كان كما يقولون فليس لك أن تجلدني، قال: لم؟ قال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} [[المائدة: 93]] حتى قرأ الآية، قال: إنك أخطأت التأويل يا قدامة، إنك إذا اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك، قال: ثم استشار الناس فقال: ما ترون في جلد قدامة، قالوا: لا نرى أن تجلده ما دام وجعا قال: لأن يلقى الله تحت السياط أحب إلي من أن يلقاه وهو في عنقي، إيتوني بسوط ، فأمر بقدامة فجلد، فغاضبه قدامة وهجره حتى خرج إلى مكة وحج قدامة، فلما رجع ونزل السقيا استيقظ عمر رضي الله عنه من نومه، فقال: " عجلوا علي بقدامة فوالله إني لأرى في النوم أن آتيا أتاني فقال: سالم قدامة فإنه أخوك، فعجلوا علي بقدامة، فأرسل إليه فأبى قدامة أن يأتيه، فقال: ليأتيني أو ليجرن فأتاه فصالحه واستغفر له، فكان ذلك أول صلحهما