الموسوعة الحديثية


- عن عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه في حَديثِ المُتَظاهِرَتيْنِ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أزواجِهِ، وفي ذِكرِ تَخييرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأزواجِهِ بَعدَ ذلك، قال: ثم جلَستُ، فقُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، أنتَ نَبيُّ اللهِ، وصَفيُّهُ، وخيرَتُهُ مِن خَلقِهِ على ما أَرى -يَعني مِن خَصَفةٍ رآهُ مُضطَجِعًا عليها، ومِن وِسادةٍ مُحشُوَّةٍ ليفًا تحتَ رَأسِهِ، هكذا هو مَذكورٌ في هذا الحَديثِ-وكِسْرى وقَيصَرُ على سُرُرِ الذهَبِ، وفُرُشِ الدِّيباجِ والحَريرِ. فجلَسَ، فقال: يا عُمَرُ، لَعلَّكَ شَكَكتَ؟ قُلتُ: لا، والذي بعَثَكَ بالحَقِّ، إنِّي على يَقينٍ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ فيكَ، إنَّكَ لَنَبيُّهُ وصَفيُّهُ، ولكنِّي عجِبتُ لمَا زُويَ عنكَ مِنَ الدُّنيا، وبُسِطَ على هؤلاء. فقال: إنَّهم قَومٌ عُجِّلتْ لهم طَيِّباتُهم في حَياتِهمُ الدُّنيا، وإنَّا أُخِّرَتْ لنا في آخِرَتِنا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار الصفحة أو الرقم : 5016
التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (5016) واللفظ له، والبخاري (5843)، ومسلم(1479) مطولا.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الزهد في الدنيا رقائق وزهد - معيشة النبي صلى الله عليه وسلم طلاق - تخيير الزوجة رقائق وزهد - عيش السلف رقائق وزهد - فضل الجوع وخشونة العيش
|أصول الحديث

أصول الحديث:


شرح مشكل الآثار (13/ 11)
: 5016 - ما قد حدثنا فهد بن سليمان، قال: حدثنا يوسف بن بهلول الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن ابن عباس، عن عمر رضي الله عنه في حديث المتظاهرتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه، وفي ذكر تخيير رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه بعد ذلك قال: " ثم جلست فقلت: يا نبي الله، أنت نبي الله، وصفيه، وخيرته من خلقه، على ما أرى، يعني من خصفة رآه مضطجعا عليها، ومن وسادة محشوة ليفا تحت رأسه، هكذا هو مذكور في هذا الحديث، وكسرى، وقيصر على سرر الذهب، وفرش الديباج والحرير، فجلس فقال: " يا عمر، لعلك شككت؟ "، قلت: لا، والذي بعثك بالحق، إني على يقين من الله عز وجل فيك، إنك لنبيه وصفيه، ‌ولكني ‌عجبت ‌لما ‌زوي ‌عنك ‌من ‌الدنيا، وبسط على هؤلاء، فقال: " إنهم قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، وإنا أخرت لنا في آخرتنا "

صحيح البخاري (7/ 152)
: 5843 - حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حنين، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: لبثت سنة وأنا أريد أن أسأل ‌عمر، عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلت أهابه، فنزل يوما منزلا فدخل الأراك، فلما خرج سألته فقال: عائشة وحفصة، ثم قال: كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله، رأينا لهن بذلك علينا حقا، من غير أن ندخلهن في شيء من أمورنا، وكان بيني وبين امرأتي كلام، فأغلظت لي، فقلت لها: وإنك لهناك؟ قالت: تقول هذا لي وابنتك تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت حفصة فقلت لها: إني أحذرك أن تعصي الله ورسوله، وتقدمت إليها في أذاه، فأتيت أم سلمة فقلت لها، فقالت: أعجب منك يا ‌عمر، قد دخلت في أمورنا، فلم يبق إلا أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه؟ فرددت، وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدته أتيته بما يكون، وإذا غبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد أتاني بما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقام له، فلم يبق إلا ملك غسان بالشأم، كنا نخاف أن يأتينا، فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول: إنه قد حدث أمر، قلت له: وما هو، أجاء الغساني؟ قال: أعظم من ذاك، طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فجئت فإذا البكاء من حجرهن كلها، وإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد صعد في مشربة له، وعلى باب المشربة وصيف، فأتيته فقلت: استأذن لي، فأذن لي، فدخلت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على حصير قد ‌أثر ‌في ‌جنبه، وتحت رأسه مرفقة من أدم حشوها ليف، وإذا أهب معلقة وقرظ فذكرت الذي قلت لحفصة وأم سلمة، والذي ردت علي أم سلمة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلبث تسعا وعشرين ليلة ثم نزل

صحيح مسلم (2/ 1111 ت عبد الباقي)
: 34 - (1479) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن أبي ‌عمر، وتقاربا في لفظ الحديث، قال ابن أبي ‌عمر: حدثنا، وقال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن ابن عباس، قال: لم أزل حريصا أن أسأل ‌عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} [[التحريم: 4]]؟ حتى حج ‌عمر وحججت معه، فلما كنا ببعض الطريق، عدل ‌عمر، وعدلت معه بالإداوة، فتبرز، ثم أتاني، فسكبت على يديه، فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} [[التحريم: 4]]؟ قال ‌عمر: واعجبا لك يا ابن عباس - قال الزهري: كره والله ما سأله عنه، ولم يكتمه - قال: هي حفصة وعائشة، ثم أخذ يسوق الحديث، قال: كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة، وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي، فتغضبت يوما على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: نعم، فقلت: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن، وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك - يريد عائشة قال: وكان لي جار من الأنصار، فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينزل يوما وأنزل يوما، فيأتيني بخبر الوحي وغيره، وآتيه بمثل ذلك. وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي، ثم أتاني عشاء، فضرب بابي، ثم ناداني، فخرجت إليه، فقال: حدث أمر عظيم، قلت: ماذا؟ أجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائنا، حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي، ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: لا أدري، ها هو ذا معتزل في هذه المشربة، فأتيت غلاما له أسود، فقلت استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له، فصمت، فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر فجلست، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد، ثم أتيت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له، فصمت، فوليت مدبرا، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل فقد أذن لك، فدخلت، فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو متكئ على رمل حصير، قد ‌أثر ‌في ‌جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول الله نساءك؟ فرفع رأسه إلي، وقال: لا، فقلت: الله أكبر، لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فتغضبت على امرأتي يوما، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله، إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر، أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فإذا هي قد هلكت، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، قد دخلت على حفصة، فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم منك، وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فتبسم أخرى، فقلت: أستأنس يا رسول الله، قال: نعم، فجلست فرفعت رأسي في البيت، فوالله، ما رأيت فيه شيئا يرد البصر، إلا أهبا ثلاثة، فقلت: ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسا، ثم قال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب، أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، فقلت: استغفر لي يا رسول الله، وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن، حتى عاتبه الله عز وجل