الموسوعة الحديثية


- عنِ ابنِ عبَّاسٍ, قال سعيدٌ: جاءه رجُلٌ, فقال: يا ابنَ عبَّاسٍ, إنِّي أجِدُ في القرآنِ أشياءَ تختَلِفُ عليَّ, فقد وقَع في صدري, فقال ابنُ عبَّاسٍ: تكذيبٌ, فقال الرجُلُ: ما هو بتَكذيبٍ, ولكنْ اختِلافٌ قال ابنُ عبَّاسٍ: فهَلُمَّ ما وقَع في نفْسِكَ قال له الرجُلُ: اسمَعِ اللهَ يقولُ: [ 101: المؤمنون ] ?فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ?, وقال في آيَةٍ أُخرى,: [ 27: الصافات ] ?وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ?....
خلاصة حكم المحدث : [له متابعة بنحوه]
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تغليق التعليق الصفحة أو الرقم : 4/301
التخريج : أخرجه لبخاري (6/ 127) معلقًا، وعبد الرزاق في ((تفسيره)) (588)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (10/ 245) (10594) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الصافات تفسير آيات - سورة المؤمنون قرآن - الاختلاف والمراء في القرآن قرآن - النهي عن اتباع متشابه القرآن والاختلاف فيه إيمان - الاستسلام لما جاءت به النصوص وعدم الجدال
|أصول الحديث

أصول الحديث:


تغليق التعليق (4/ 301)
قرأته على أحمد بن بلغاق بصالحية دمشق عن إسحاق بن يحيى الآمدي أن يوسف بن خليل الحافظ أخبره أنا محمد بن أبي زيد أنا محمود بن إسماعيل أنا أحمد بن محمد بن فاذشاه أنا أبو القاسم الطبراني ثنا أحمد بن رشدين ثنا يوسف بن عدي إملاء سنة ست وعشرين ومائتين ثنا عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سعيد جاءه رجل فقال يا ابن عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي فقد وقع في صدري فقال ابن عباس تكذيب فقال الرجل ما هو بتكذيب ولكن اختلاف قال ابن عباس فهلم ما وقع في نفسك قال له الرجل أسمع الله يقول 101 المؤمنون {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} وقال في آية أخرى 27 الصافات {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} فذكر الحديث بطوله تابعه عبد الجبار بن عاصم عن عاصم عبيد الله بن عمرو نحوه

[صحيح البخاري] (6/ 127)
وقال المنهال: عن سعيد بن جبير، قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، قال: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]، {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [الصافات: 27] {ولا يكتمون الله حديثا} [النساء: 42]، {والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: 23]، فقد كتموا في هذه الآية؟ وقال: {أم السماء بناها} [النازعات: 27] إلى قوله: {دحاها} [النازعات: 30] فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض، ثم قال: {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين} [فصلت: 9] إلى قوله: {طائعين} [فصلت: 11] فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء؟ وقال: {وكان الله غفورا رحيما} [النساء: 96]، {عزيزا حكيما} [النساء: 56]، {سميعا بصيرا} [النساء: 58] فكأنه كان ثم مضى؟ فقال: {فلا أنساب بينهم} [المؤمنون: 101]: " في النفخة الأولى، ثم ينفخ في الصور: {فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون، ثم في النفخة الآخرة، {أقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [الصافات: 27] وأما قوله: {ما كنا مشركين} [الأنعام: 23]، {ولا يكتمون الله حديثا} [النساء: 42]، فإن الله يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم، وقال المشركون: تعالوا نقول لم نكن مشركين، فختم على أفواههم، فتنطق أيديهم، فعند ذلك عرف أن الله لا يكتم حديثا، وعنده: {يود الذين كفروا} [البقرة: 105] الآية، وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحا الأرض، ودحوها: أن أخرج منها الماء والمرعى، وخلق الجبال والجمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: {دحاها} [النازعات: 30]. وقوله: {خلق الأرض في يومين} [فصلت: 9]. فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السموات في يومين، {وكان الله غفورا رحيما} [النساء: 96] سمى نفسه ذلك، وذلك قوله، أي لم يزل كذلك، فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن، فإن كلا من عند الله " قال أبو عبد الله: حدثني يوسف بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بهذا، وقال مجاهد: {لهم أجر غير ممنون} [فصلت: 8]: محسوب، {أقواتها} [فصلت: 10]: أرزاقها {في كل سماء أمرها} [فصلت: 12]: مما أمر به، {نحسات} [فصلت: 16]: مشائيم، {وقيضنا لهم قرناء} [فصلت: 25]: قرناهم بهم، {تتنزل عليهم الملائكة} [فصلت: 30]: عند الموت، {اهتزت} [الحج: 5]: بالنبات، {وربت} [الحج: 5]: ارتفعت، {من أكمامها} [فصلت: 47]: حين تطلع، {ليقولن هذا لي} [فصلت: 50]: أي بعملي أنا محقوق بهذا وقال غيره: {سواء للسائلين} [فصلت: 10]: قدرها سواء، {فهديناهم} [فصلت: 17]: " دللناهم على الخير والشر، كقوله: {وهديناه النجدين} [البلد: 10] وكقوله: {هديناه السبيل} [الإنسان: 3]: والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أصعدناه، ومن ذلك قوله: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: 90]، {يوزعون} [النمل: 17]: يكفون، {من أكمامها} [فصلت: 47]: قشر الكفرى هي الكم " وقال غيره: " ويقال للعنب إذا خرج أيضا كافور وكفرى، {ولي حميم} [فصلت: 34]: القريب، {من محيص} [إبراهيم: 21]: حاص عنه أي حاد، {مرية} [هود: 17]: ومرية واحد، أي امتراء " وقال مجاهد: {اعملوا ما شئتم} [فصلت: 40]: هي وعيد وقال ابن عباس: {ادفع بالتي هي أحسن} [المؤمنون: 96]: الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه عصمهم الله، وخضع لهم عدوهم {كأنه ولي حميم} [فصلت: 34].

تفسير عبد الرزاق (1/ 457)
588 - نا معمر , قال: أخبرني رجل , عن المنهال بن عمرو , عن سعيد بن جبير , قال: جاء رجل إلى ابن عباس , فقال: أرأيت أشياء تختلف علي من القرآن؟ قال: ما هو؟ أشك في القرآن؟ قال: ليس بشك , ولكن اختلاف , قال: فهات ما اختلف عليك من ذلك قال: أسمع الله يقول: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: 23] وقال: {ولا يكتمون الله حديثا} [النساء: 42] فقد كتموا , قال: وماذا؟ قال: فأسمعه يقول: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101] وقال: {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [الصافات: 50] , وقال: {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين} [فصلت: 9] حتى بلغ {طائعين} [فصلت: 11] , وقال في الآية الأخرى: {السماء بناها رفع سمكها فسواها} [النازعات: 28] ثم قال: {والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30] قال: وأسمعه يقول: {وكان الله} [النساء: 17] ما شأنه يقول: {وكان الله} [النساء: 17] قال فقال ابن عباس: أما قوله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: 23] فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر لأهل الإسلام , ويغفر الذنوب , ولا يغفر شركا , ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحد المشركون , فقالوا: والله ربنا ما كنا مشركين , رجاء أن يغفر لهم , فختم على أفواههم , وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون , فعند ذلك: {يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا} [النساء: 42] وأما قوله تعالى: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101] فإنه إذا نفخ في الصور فصعق من في السموات , ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون , ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون , وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون , وأما قوله تعالى: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين} [فصلت: 9] فإن الأرض خلقت قبل السماء , وكانت السماء دخانا , فسواهن سبع سموات في يومين بعد خلق الأرض , وأما قوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30] فيقول: جعل فيها جبالا , جعل فيها نهرا , جعل فيها شجرا , جعل فيها بحورا

 [المعجم الكبير – للطبراني] (10/ 245)
10594 - حدثنا أحمد بن رشدين المصري، ثنا يوسف بن عدي إملاء في كتابه سنة مائتين وعشرين، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال سعيد: يا ابن عباس، إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي، فقد وقع في صدري، فقال ابن عباس: تكذيب؟ فقال الرجل: ما هو بتكذيب، ولكن اختلاف، قال ابن عباس: فهلم ما وقع في نفسك ، فقال له الرجل: أسمع الله يقول {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101] ، وقال في آية أخرى {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [الصافات: 27] ، وقال في آية أخرى {لا يكتمون الله حديثا} [النساء: 42] ، وقال في آية أخرى {والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: 23] ، فقد كتموا في هذه الآية، وفي قوله {السماء بناها، رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها، والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 28] فذكر في هذه الآية خلق السماوات قبل خلق الأرض، ثم قال في هذه الآية الأخرى {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 9] ، فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل خلق السماء، {وكان الله غفورا رحيما} [النساء: 96] ، {وكان الله عزيزا حكيما} [النساء: 158] ، {وكان الله سميعا بصيرا} [النساء: 134] ، فكأنه كان ثم مضى، فقال ابن عباس: هات ما في نفسك ، قال السائل إذا أنبأتني بهذا فحسبي، فقال ابن عباس: قوله {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101] ، فهذا في النفخة الأولى، ينفخ في الصور، فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون، ثم إذا كان في النفخة الأخرى قاموا {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [الصافات: 50] ، فأما قوله {والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: 23] وقوله {ولا يكتمون الله حديثا} [النساء: 42] ، فإن الله عز وجل يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم، ولا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره، ولا يغفر شركا، فلما رأى المشركون ذلك قالوا: إن ربنا يغفر الذنوب، ولا يغفر الشرك، فقالوا: نقول: إنما كنا أهل ذنوب، ولم نكن مشركين، فقال الله عز وجل: أما إذ كتمتم الشرك فاختموا على أفواههم، فختم على أفواههم فتنطق أيديهم، وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون، فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثا، فعند ذلك {يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا} [النساء: 42] ، وأما قوله {السماء بناها رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها، والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 27] ، فإنه خلق الأرض في يومين قبل خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم نزل إلى الأرض فدحاها، ودحاها أن أخرج فيها الماء والمرعى، وشق فيها الأنهار، فجعل فيها السبل، وخلق الجبال والرمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله {والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30] ، وقوله {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} [فصلت: 9] ، فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وجعلت السماوات في يومين، وأما قوله {وكان الله غفورا رحيما} [النساء: 96] ، {وكان الله عزيزا حكيما} [النساء: 158] ، {وكان الله سميعا بصيرا} [النساء: 134] ، فإن الله عز وجل سمى نفسه ذلك، ولم ينحله غيره، وكان الله أي لم يزل كذلك "، ثم قال للرجل: احفظ عني ما حدثتك، واعلم أن ما اختلف عليك من القرآن أشياء ما حدثتك، فإن الله عز وجل لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد، ولكن الناس لا يعلمون، فلا يختلفن عليك؛ فإن كلا من عند الله