الموسوعة الحديثية


- أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ أخبَرَه قال: أخبَرَني أبو سُفيانَ بنُ حَربِ بنِ أُميَّةَ، مِن فيهِ إلى فيَّ: أنَّ هِرَقلَ دَعا لهم بكتابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَرَأَه فإذا فيه: بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، من مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إلى هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ ، سلامٌ على مَن اتَّبَعَ الهُدى، أمَّا بعدُ؛ فإنِّي أَدْعوكَ بدِعايةِ الإسلامِ، أسلِمْ تَسلَمْ، وأسلِمْ يُؤتِكَ اللهُ أجرَكَ مرَّتينِ، فإنْ تولَّيتَ فإنَّما عليكَ إثمُ الأَرِيسيِّينَ ، و{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} إلى قَولِه: {بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]، فلمَّا فَرَغَ من قِراءةِ الكتابِ ارتَفَعتِ الأصواتُ عندَه، وكَثُرَ اللَّغَطُ ، فأَمَرَ بنا فأُخرِجْنا، فقُلتُ: لأصحابي، لقد عَظُمَ أمرُ ابنِ أبي كَبشَةَ، إنَّه لَيَخافُه مَلِكُ بَني الأصفَرِ، فما زِلتُ موقِنًا بأمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه سيَظهَرُ حتى أدخَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليَّ الإسلامَ.