الموسوعة الحديثية


- «خَرَجَ ثَلاثةٌ ممَّن كانَ قَبْلَكم يَرْتادونَ لأَهْليهم فأصابَتْهم السَّماءُ، فلَجؤوا إلى جَبَلٍ فوَقَعَ عليهم حَجَرٌ، فقالَ بعضُهم لبعضٍ: قد عَفا الأثَرُ ووَقَعَ الحَجَرُ ولا يَعلَمُ بمَكانِكم إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ؛ فادعوا اللهَ بأوْثَقِ أعْمالِكم. فقالَ أحَدُهم: اللَّهُمَّ إن كُنْتَ تَعلَمُ أنَّه كانَ لي والِدانِ، فكُنْتُ أحْلُبُ لهما في إنائِهما، فإذا أتَيْتُهما وهما نائِمانِ قُمْتُ قائِمًا حتَّى يَسْتَيْقِظا متى اسْتَيْقَظا، وكَرِهْتُ أن يَدورَ وسِنَتُهما في رُؤوسِهما، فإذا اسْتَيْقَظا شَرِبا، فإن كُنْتَ تَعلَمُ أنَّما فَعلَتُ ذلك رَجاءَ رَحْمتِك وخَشيةَ عَذابِك ففَرِّجْ عنَّا. قالَ: فزالَ ثُلُثُ الحَجَرِ. قالَ: وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إن كُنْتَ تَعلَمُ أنَّها كانَت امْرَأةٌ تُعجِبُني، فأبَتْ أن تُمكِّنِّي مِن نَفْسِها حتَّى جَعَلْتُ لها جُعْلًا، فلمَّا أخَذْتُها وَفَّرْتُ لها نَفْسَها وجُعْلَها، فإن كُنْتَ تَعلَمُ أنَّما فَعَلْتُ ذلك خَشيةَ عَذابِك، ورَجاءَ رَحْمتِك، ففَرِّجْ عنَّا. قالَ: فزالَ ثُلُثٌ آخَرُ. وقالَ الثَّالِثُ: إن كُنْتَ تَعلَمُ أنِّي اسْتَأْجَرْتُ أجيرًا يَعمَلُ لي يَوْمًا فعَمِلَ، فلمَّا كانَ اللَّيلُ أعْطَيْتُه أجْرَه فسَخِطَه ولم يَأخُذْه، فأخَذْتُ أجْرَه ووَفَّرْتُ عليه، حتَّى كانَ مِن كلِّ المالِ، ثُمَّ أتاني يَطلُبُ أجْرَه فقُلْتُ: خُذْ هذا كلَّه لك، ولو شِئْتُ لم أُعْطِه إلَّا أجْرَه، فإن كُنْتَ تَعلَمُ أنَّما فَعَلْتُ ذلك رَجاءَ رَحْمتِك وخَشيةَ عَذابِك ففَرِّجْ عنَّا. قالَ: فزالَ الثُّلُثُ الآخَرُ وخَرَجوا يَتَماشَونَ».
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 2461 | خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]