الموسوعة الحديثية


- إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصاب في نخلِ المُشرِكين في هذه الغَزوةِ امرأةً، وكان زوجُها غائبًا، فلمَّا أتى أُخبِرَ الخبَرَ، وقفل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَلَف زوجُها لا ينتهي حتى يهريقَ في أصحابِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دمًا، فخرج يَتبَعُ أثَرَ رَسولِ اللهِ r، فنزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منزِلًا ليلةً ذاتَ ريحٍ في شِعبٍ استقبلَه. فقال: «مَن رجُلٌ يَكلؤنا؟» فقام عبَّادُ بنُ بِشرٍ، وعمَّارُ بنُ ياسرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، فقالا: نحن يا رسولَ اللهِ نكلؤك، وجعلت الرِّيحُ لا تسكُنُ، وجلس الرَّجُلان على فَمِ الشِّعبِ، فقال أحَدُهما لصاحبِه: أيُّ اللَّيلِ أحَبُّ إليك أن أكفيَك أوَّلَه، وتكفيَني آخِرَه؟ قال: اكْفِني أوَّلَه، فنام عمَّارُ بنُ ياسرٍ، وقام عَبَّادٌ يُصَلِّي، فأقبل زوجُ المرأةِ يَطلُبُ غِرَّةً، وقد سكَنَت الرِّيحُ، فلمَّا رأى سوادَ عبَّادٍ من قريبٍ، قال: يَعلَمُ اللهُ أنَّ هذا ربيئةُ القومِ، ففَوَّق سهمًا فوضعه فيه، فانتزعه عَبَّادٌ، فرماه بآخَرَ فوَضَعه فيه، فانتَزَعه، فرماه بآخَرَ فانتزعه، فلمَّا غَلَبه الدَّمُ ركع وسجد، ثمَّ قال لصاحبه: اجلِسْ فقد أتيتُ، فجلس عمَّارٌ، فلمَّا رأى الأعرابيُّ عَمَّارًا قد قام عَلِم أنَّه قد تذرَّا به، فهرب، فقال عمَّارٌ: أي أخي، ما منَعَك أن توقِظَني في أوَّلِ سَهمٍ رَمى به؟ قال: كنتُ في سورةٍ أقرؤها -وهي سورةُ الكَهفِ- فكَرِهتُ أن أقطَعَها حتى أفرَغَ منها، ولولا أنِّي خشيتُ أن أُضيعَ ثَغرًا أمرني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما انصَرَفتُ، ولو أُتِيَ على نفسي.
خلاصة حكم المحدث : يقال إن المرمي عمار، وأثبتها عندنا عباد بن بشر رَضِيَ اللهُ عنه.
الراوي : جابر بن عبدالله، وشيوخ محمد بن عمر | المحدث : الواقدي | المصدر : سبل الهدى والرشاد الصفحة أو الرقم : 5/180
التخريج : أخرجه ابن خزيمة (36)، والحاكم (557)، والدارقطني في ((سننه)) (869) باختلاف يسير.
|أصول الحديث