الموسوعة الحديثية


- لمَّا كانَ يَومُ الجمَلِ خرَجْتُ أنظُرُ في القَتْلى، قالَ: فقامَ عَليٌّ، والحسَنُ بنُ عَليٍّ، وعمَّارُ بنُ ياسِرٍ، ومحمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ، وزَيدُ بن صُوحانَ يَدُورونَ في القَتْلى، قالَ: فأبصَرَ الحسَنُ بنُ عَليٍّ قَتيلًا مَكْبوبًا على وَجهِه، فقلَبَه على قَفاهُ، ثمَّ صَرَخ، ثمَّ قالَ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، فَرخُ قُرَيشٍ واللهِ، فقالَ له أبوه: مَن هو يا بُنَيَّ؟ قالَ: محمَّدُ بنُ طَلْحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ، فقالَ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، أمَا واللهِ لقد كانَ شابًّا صالِحًا، ثمَّ قعَدَ كَئيبًا حَزينًا، فقالَ له الحسَنُ: يا أبَهْ، قد كنْتُ أنْهاكَ عنْ هذا المَسيرِ، فغلَبَكَ على رأْيِكَ فُلانٌ وفُلانٌ، قالَ: قد كانَ ذاك يا بُنَيَّ، ولوَدِدْتُ لو أنِّي مُتُّ قبلَ هذا بعِشْرينَ سَنةً، قالَ محمَّدُ بنُ حاطِبٍ: فقُمْتُ، فقلْتُ: يا أميرَ المُؤْمِنينَ، إنَّا قادِمونَ المَدينةَ، والنَّاسُ سائِلونا عنْ عُثْمانَ، فماذا نَقولُ فيه؟ قالَ: فاغتَمَّ عمَّارُ بنُ ياسِرٍ، ومحمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ فقالَا وقالَا، فقالَ لهُما عَليٌّ: "يا عمَّارُ، ويا محمَّدُ، تَقولانِ: إنَّ عُثْمانَ استَأْثَرَ وأساءَ الإمْرةَ، وعاقَبْتُم واللهِ، فأسَأْتُمُ العُقوبةَ، وستَقدُمونَ على حَكَمٍ عَدْلٍ يَحكُمُ بيْنَكم"، ثمَّ قالَ: "يا محمَّدُ بنَ حاطِبٍ إذا قدِمْتَ المَدينةَ، وسُئلْتَ عن عُثْمانَ، فقُلْ: كانَ واللهِ منَ الَّذينَ آمَنوا ثمَّ اتَّقَوْا، وآمَنوا ثمَّ اتَّقَوْا وأحْسَنوا، واللهُ يحِبُّ المُحْسِنينَ، وعلى اللهِ فليَتوكَّلِ المؤمِنونَ".
الراوي : جد الحاطبي عبد الرحمن بن محمد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4615 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]