الموسوعة الحديثية


- ذهبتُ أنا وصاحبٌ لي إلى عائشةَ، فاستأذنَّا علَيها، فألقَت إلينا وِسادةً ، وجذَبت إليها الحجابَ، فقَال صاحبي : يا أمَّ المؤمنينَ ! ما تقولينَ في العِراكِ...
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : يزيد بن بابنوس | المحدث : الألباني | المصدر : جلباب المرأة الصفحة أو الرقم : 109
التخريج : أخرجه أحمد (25841)، وإسحاق بن راهويه (1718)، وأبو يعلى (4962) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - من ألقي له وسادة حيض - مباشرة الحائض زينة اللباس - الحجاب مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق علم - سعة العلم
|أصول الحديث

أصول الحديث:


مسند أحمد (43/ 34 ط الرسالة)
: 25841 - حدثنا بهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرني أبو عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، قال: ذهبت أنا وصاحب لي إلى ‌عائشة، فاستأذنا عليها، فألقت لنا وسادة، وجذبت إليها الحجاب، فقال صاحبي: يا أم المؤمنين، ‌ما ‌تقولين ‌في ‌العراك؟ قالت: وما العراك؟ وضربت منكب صاحبي، فقالت: مه، آذيت أخاك، ثم قالت: ما العراك؟ المحيض؟ قولوا ما قال الله: المحيض، ثم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوشحني وينال من رأسي، وبيني وبينه ثوب وأنا حائض، ثم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر ببابي مما يلقي الكلمة ينفع الله عز وجل بها، فمر ذات يوم، فلم يقل شيئا، ثم مر أيضا فلم يقل شيئا - مرتين أو ثلاثا - قلت: يا جارية، ضعي لي وسادة على الباب، وعصبت رأسي، فمر بي، فقال: " يا ‌عائشة ما شأنك؟ " فقلت: أشتكي رأسي، فقال: " أنا وارأساه ". فذهب، فلم يلبث إلا يسيرا حتى جيء به محمولا في كساء، فدخل علي وبعث إلى النساء، فقال: " إني قد اشتكيت، وإني لا أستطيع أن أدور بينكن، فائذن لي فلأكن عند ‌عائشة ". فكنت أوضئه، ولم أكن أوضئ أحدا قبله فبينما رأسه ذات يوم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي، فظننت أنه يريد من رأسي حاجة، فخرجت من فيه نطفة باردة، فوقعت على ثغرة نحري، فاقشعر لها جلدي، فظننت أنه غشي عليه، فسجيته ثوبا، فجاء عمر والمغيرة بن شعبة، فاستأذنا، فأذنت لهما، وجذبت إلي الحجاب، فنظر عمر إليه، فقال: واغشياه، ما أشد غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قاما، فلما دنوا من الباب، قال المغيرة: يا عمر، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كذبت، بل أنت رجل تحوسك فتنة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفني الله عز وجل المنافقين، ثم جاء أبو بكر، فرفعت الحجاب، فنظر إليه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه من قبل رأسه فحدر فاه وقبل جبهته، ثم قال: وانبياه، ثم رفع رأسه، ثم حدر فاه وقبل جبهته، ثم قال: واصفياه، ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل، وقال: واخليلاه، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس ويتكلم، ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفني الله عز وجل المنافقين. فتكلم أبو بكر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل يقول: {إنك ميت وإنهم ميتون} [[الزمر: 30]] حتى فرغ من الآية {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} [[آل عمران: 144]] حتى فرغ من الآية، فمن كان يعبد الله عز وجل، فإن الله حي، ومن كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، فقال عمر: أوإنها لفي كتاب الله؟ ما شعرت أنها في كتاب الله، ثم قال عمر: يا أيها الناس، هذا أبو بكر، وهو ذو شيبة المسلمين فبايعوه، فبايعوه.

[مسند إسحاق بن راهويه] (3/ 991)
: 1718 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، أخبرني أبو عمران الجوني، نا يزيد بن بابنوس قال: ذهبت أنا وصاحبي، إلى ‌عائشة فاستأذنا فأذنت لنا وألقت لنا وسادة فقال لها صاحبي: يا أم المؤمنين، ‌ما ‌تقولين ‌في ‌العراك؟ قالت: وما العراك؟ فضربت منكب صاحبي فقلت: مه. فقالت ‌عائشة: مه، آذيت أخاك، المحيض، قولوا كما قال الله عز وجل: {المحيض} [[البقرة: 222]] ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينال من رأسي وبيني وبينه ثوب فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر ببابي ألقى إلي الكلمة ينفعني الله بها فأتى علي ذات يوم فلم يقل لي شيئا، فقلت للجارية: ضعي لي الوسادة بالباب وعصبت رأسي فقعدت على الباب فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما لك يا ‌عائشة؟ قلت: أشتكي رأسي. فقال: بل أنا وارأساه، ثم ذهب فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتي به محمولا في كساء حتى وضع في بيتي فبعثت إلى النسوة فاجتمعن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني اشتكيت ولا أستطيع أن أدور بينكن فإن رأيتن أن تأذن لي فأكون في بيت ‌عائشة، ففعلن، فقالت ‌عائشة: فبينما رأسه على منكبي إذ قال برأسه نحو رأسي فظننت أنه يريد من رأسي شيئا فخرجت من فيه نطيفة باردة فوقعت على ثغرة نحري فاقشعر لها جلدي وظننت أنه غشي عليه فسجيته ثوبا فجاء عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة فأذنت لهما وأجتذبت الحجاب إلي، فقال عمر بن الخطاب واغشيتاه، ما أشد ما غشي عليه فلما خرجا من الباب قال بعضهم: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر؟ فقال عمر: كذبت والله، ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يموت حتى يفني المنافقين، ثم جاء أبو بكر فرفع الحجاب فأتاه من قبل رأسه فقبل جبهته وقال وانبياه ثم أدنى رأسه من جبهته يقربه إلى فيه فقبله وقال: واصفياه ثم أدنى رأسه وحدد فاه فقبل جبهته وقال: واخليلاه ثم خرج إلى المسجد وعمر يكلم الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: إن الله قال: {إنك ميت وإنهم ميتون} [[الزمر: 30]] ، {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون} [[الأنبياء: 34]] ، وقرأ: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} [[آل عمران: 144]] إلى قوله: {الشاكرين} [[آل عمران: 144]] ، من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدا فأن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات. فقال عمر: يا أيها الناس هذا أبو بكر فبايعه الناس "

مسند أبي يعلى (8/ 368 ت حسين أسد)
: 4962 - حدثنا أبو همام، حدثنا عوبد، عن أبيه، عن ابن بابنوس قال: دخلت أنا ورجلان آخران على ‌عائشة أم المؤمنين، فقال لها رجل منا: يا أم المؤمنين ‌ما ‌تقولين ‌في ‌العراك؟ قالت: وما العراك؟ المحيض هو؟ قال: نعم. قالت: فهو المحيض كما سماه الله. قالت: كأني إذا كان ذاك اتزرت بإزاري، فكان له ما فوق الإزار. فأنشأت تحدثنا قالت: ما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بابي يوما قط إلا قد قال كلمة تقر بها عيني . قالت: فمر يوما فلم يكلمني، ومر من الغد فلم يكلمني قالت: ومر من الغد فلم يكلمني، ومر من الغد فلم يكلمني قلت: وجد علي النبي صلى الله عليه وسلم في شيء. قالت: فعصبت رأسي وصفرت وجهي، وألقيت وسادة قبالة باب الدار فاجتنحت عليها . قالت: " فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلي فقال: ما لك يا ‌عائشة؟ قالت: قلت: يا رسول الله اشتكيت وصدعت. قال: يقول: بل، وارأساه. قالت: فما لبثت إلا قليلا حتى أتيت به يحمل في كساء. قالت: فمرضته ولم أمرض مريضا قط، ولا رأيت ميتا قط. قالت: فرفع رأسه فأخذته فأسندته إلى صدري. قالت: فدخل أسامة بن زيد وبيده سواك أراك رطب. قالت: فلحط إليه. قالت: فظننت أنه يريده، فأخذته فنكثته بفي فدفعته إليه. قالت: فأخذه فأهواه إلى فيه. قالت: فخفقت يده فسقط من يده، ثم أقبل بوجهه إلي حتى إذا كان فاه في ثغري سال من فيه نقطة باردة اقشعر منها جلدي، وثار ريح المسك في وجهي، فمال رأسه فظننت أنه غشي عليه. قالت: فأخذته فنومته على الفراش وغطيت وجهه. قالت: فدخل أبي أبو بكر فقال: كيف ترين؟ فقلت: غشي عليه فدنا منه فكشف عن وجهه فقال: يا غشياه ما أكون هذا بغشي ثم كشف عن وجهه فعرف الموت، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون ثم بكى - فقلت: في سبيل الله انقطاع الوحي ودخول جبريل بيتي - ثم وضع يديه على صدغيه، ووضع فاه على جبينه، فبكى حتى سال دموعه على وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم غطى وجهه وخرج إلى الناس وهو يبكي فقال: يا معشر المسلمين، هل عند أحد منكم عهد بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: لا. ثم أقبل على عمر فقال: يا عمر أعندك عهد بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. قال: والذي لا إله غيره لقد ذاق الموت، ولقد قال لهم: إني ميت، وإنكم ميتون. فضج الناس وبكوا بكاء شديدا، ثم خلوا بينه وبين أهل بيته، فغسله علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد يصب عليه الماء. فقال علي: ما نسيت منه شيئا لم أغسله إلا قلب لي حتى أرى أحدا فأغسله من غير أن أرى أحدا، حتى فرغت منه، ثم كفنوه ببرد يماني أحمر وريطتين قد نيل منهما ثم غسلا، ثم أضجع على السرير، ثم أذنوا للناس فدخلوا عليه فوجا فوجا يصلون عليه بغير إمام، حتى لم يبق أحد بالمدينة حر ولا عبد إلا صلى عليه، ثم تشاجروا في دفنه: أين يدفن؟ فقال بعضهم: عند العود الذي كان يمسك بيده وتحت منبره، وقال بعضهم: في البقيع حيث كان يدفن موتاه. فقالوا: لا نفعل ذلك. إذا لا يزال عبد أحدكم ووليدته قد غضب عليه مولاه فيلوذ بقبره، فيكون سنة. فاستقام رأيهم على أن يدفن في بيته تحت فراشه حيث قبض روحه فلما مات أبو بكر دفن معه. فلما حضر عمر بن الخطاب الموت أوصى قال: إذا ما مت فاحملوني إلى باب بيت ‌عائشة فقولوا لها: هذا عمر بن الخطاب يقرئك السلام ويقول: أدخل أو أخرج؟ قال: فسكتت ساعة ثم قالت: أدخلوه فادفنوه معه. أبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره. قالت: فلما دفن عمر أخذت الجلباب فتجلببت به. قال: فقيل لها: مالك وللجلباب؟ قالت: كان هذا زوجي، وهذا أبي، فلما دفن عمر تجلببت "