الموسوعة الحديثية


- إنَّ صَفِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عنها أتت بثوبَينِ معها فقالت: هذانِ ثوبانِ جِئتُ بهما لأخي حمزةَ، فقد بلغني مقتَلُه فكَفِّنوه فيهما. قال: فجِئنا بالثَّوبينِ لنَلُفَّه فيهما، فإذا إلى جَنبِه رجلٌ من الأنصارِ فُعِل به مِثلُ ما فُعِل بحمزةَ، فوَجَدنا غضاضةً وحياءً أن نُكَفِّنَ حَمزةَ في ثوبينِ، والأنصاريُّ لا كَفَنَ له، فقُلنا: لحمزةَ ثوبٌ، وللأنصاريِّ ثوبٌ، فكان أحدُهما أكبَرَ من الآخَرِ فأقرَعْنا بينهما فكَفَّنَّا كُلًّا منهما في الثَّوبِ الذي طاوله، وجَعَل أبو قتادةَ الأنصاريُّ رَضِيَ اللهُ عنه يريدُ أن ينالَ من قريشٍ لما رأى من غَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قَتلِ حمزةَ ما مُثِّل به، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يشيرُ إليه أنِ اجلِسْ، وكان قائِمًا، ثمَّ قال: «يا أبا قتادةَ، إنَّ قُرَيشًا أهلُ أمانةٍ، من بغاهم العواثِرَ أكَبَّه اللهُ تعالى لفِيه، وعسى إن طالت بك حياةٌ أن تحقِرَ عَمَلَك مع أعمالِهم، وفِعالَك مع فعالِهم، لولا أن تَبطُرَ قُرَيشٌ لأخبَرْتُها بما لها عندَ اللهِ تعالى». فقال أبو قتادةَ: يا رسولَ اللهِ، ما غَضِبتُ إلَّا للهِ عزَّ وجَلَّ ولرسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين نالوا من حمزةَ ما نالوا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «صدَقتَ، بئسَ القومُ كانوا لنَبيِّهم»
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات.
الراوي : ابن عباس | المحدث : محمد ابن يوسف الصالحي | المصدر : سبل الهدى والرشاد الصفحة أو الرقم : 4/224
التخريج : -