الموسوعة الحديثية


- أُنزِلَتْ في أبي أربَعُ آياتٍ، قال: قال أبي: أصَبتُ سَيفًا، قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، نَفِّلْنيهِ. قال: ضَعْهُ. قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، نَفِّلْنيهِ، أُجعَلُ كمَن لا غَناءَ له؟ قال: ضَعْهُ مِن حيث أخَذتَهُ. فنزَلَتْ ((يَسْأَلُونَكَ الأنْفالَ)) -قال: وهي في قِراءةِ ابنِ مَسعودٍ كذلك: {قُلِ الْأَنْفَالُ} [الأنفال: 1]- وقالت أُمِّي: أليس اللهُ يَأمُرُكَ بِصِلةِ الرَّحِمِ، وبِرِّ الوالِدَيْنِ؟ وَاللهِ لا آكُلُ طَعامًا، ولا أشرَبُ شَرابًا، حتى تَكفُرَ بِمحمدٍ. فكانت لا تَأكُلُ حتى يَشجُروا فَمَها بِعَصًا، فيَصُبُّوا فيه الشَّرابَ -قال شُعبةُ: وأُراهُ قال: والطَّعامَ- فأُنزِلَتْ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} [لقمان: 14]، وقرَأَ حتى بلَغَ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15]، ودخَلَ علَيَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا مَريضٌ، قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أُوصي بمالي كُلِّهِ؟ فنَهاني. قلتُ: النِّصفَ؟ قال: لا. قلتُ: الثُّلُثَ؟ فسكَتَ. فأخَذَ النَّاسُ به، وصنَعَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ طَعامًا، فأكَلوا، وشَرِبوا، وانتَشَوْا مِنَ الخَمرِ، وذاك قَبلَ أنْ تُحرَّمَ، فاجتَمَعْنا عِندَهُ، فتَفاخَروا، وقالتِ الأنصارُ: الأنصارُ خَيرٌ، وقالت المُهاجِرونَ: المُهاجِرونَ خَيرٌ. فَأهْوى له رَجُلٌ بِلَحْيِ جَزورٍ ، ففَزَرَ أنْفَهُ، فكان أنْفُ سَعدٍ مَفزورًا، فنزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة 90]، إلى قَولِهِ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91].
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم : 1567
التخريج : أخرجه أحمد (1567) واللفظ له، والطيالسي (205)، وعبد بن حميد (132)
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الأنفال مناقب وفضائل - سعد بن أبي وقاص وصايا - الوصية بالثلث بر وصلة - صلة الوالد المشرك
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[مسند أحمد] (3/ 136 ط الرسالة)
((‌1567- حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، قال: أنزلت في أبي أربع آيات، قال: قال أبي: أصبت سيفا، قلت: يا رسول الله، نفلنيه. قال: (( ضعه)) قلت: يا رسول الله: نفلنيه، أجعل كمن لا غناء له؟ قال: (( ضعه من حيث أخذته)) فنزلت: (( يسألونك الأنفال))- قال: وهي في قراءة ابن مسعود كذلك- {قل الأنفال}. وقالت أمي: أليس الله يأمرك بصلة الرحم، وبر الوالدين؟ والله لا آكل طعاما، ولا أشرب شرابا، حتى تكفر بمحمد، فكانت لا تأكل حتى يشجروا فمها بعصا فيصبوا فيه الشراب- قال شعبة: وأراه قال: والطعام- فأنزلت: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن}، وقرأ حتى بلغ: {بما كنتم تعملون} [لقمان: 14- 15] ودخل علي النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا مريض، قلت: يا رسول الله، أوصي بمالي كله؟ فنهاني، قلت: النصف؟ قال: (( لا)) قلت: الثلث؟ فسكت، فأخذ الناس به. وصنع رجل من الأنصار طعاما، فأكلوا وشربوا وانتشوا من الخمر، وذاك قبل أن تحرم، فاجتمعنا عنده، فتفاخروا، وقالت الأنصار: الأنصار خير، وقالت المهاجرون: المهاجرون خير، فأهوى له رجل بلحي جزور ففزر أنفه، فكان أنف سعد مفزورا، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون} [المائدة: 90- 91])).

[مسند أبي داود الطيالسي] (1/ 168)
205- حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني سماك بن حرب ، قال: سمعت مصعب بن سعد، قال: ((نزلت في أبي أربع آيات، قال: ‌قال ‌أبي: أصبت سيفا يوم بدر، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، نفلنيه، قال: ضعه من حيث أخذته، ثم عاودته، فقلت: أأترك كمن لا غناء له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعه من حيث أخذته ونزلت هذه الآية: {يسألونك عن الأنفال} وهي في قراءة عبد الله هكذا: (يسألونك)) الأنفال) الآية كلها، قال: وقالت أم سعد: أليس قد أمر الله بطاعة الوالدين؟ فلا آكل طعاما، ولا أشرب شرابا حتى تكفر بالله، فامتنعت من الطعام والشراب حتى جعلوا يشجرون فاها بالعصا، ونزلت {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}، وصنع رجل من الأنصار طعاما، فدعا ناسا من المهاجرين، وناسا من الأنصار، فأكلنا وشربنا حتى سكرنا، ثم افتخرنا، فرفع رجل لحي بعير ففزر به أنف سعد، فكان سعد مفزور الأنف، وذلك قبل أن تحرم الخمر، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} ونزلت {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} الآية، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد وهو مريض، وأراد أن يوصي بماله كله، فجعل يناقصه حتى بلغ الثلث، قال: فالناس يوصون بالثلث.

[المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي] (1/ 155)
((132- حدثنا مسلم بن قتيبة، ثنا شعبة عن سماك، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: ((نزلت في أربع آيات. قال: حلفت أمي أن لا تطعم طعاما ولا تشرب شرابا حتى أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم قال: فكنا إذا أردنا أن نطعمها أخذنا عودا فأدخلناه في فيها وصببنا في فيها الطعام والشراب، فنزلت في هذه الآية: {ووصينا الإنسان بوالديه … } إلى قوله: {وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم} [العنكبوت: 8]. قال: وكنا على شراب فتفاخرنا، ففاخرت رجلا من الأنصار فرفع بلحي جمل، فضرب به أنفي))ففزره((1. قال: فكان أنف سعد مفزورا. قال: فنزل في تحريم الخمر. قال: وأصبت سيفا يوم بدر فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، نفلنيه. قال:))ضعه((. قال: قلت: لا تجعل من له غناء كمن لا غناء له! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:))ضعه((. فنزلت في: {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: 1]. قال: ونزلت في آية الوصية)).