الموسوعة الحديثية


- قَدِمْتُ المدينةَ فدخلتُ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فذَكَرتُ عندَهُ وافِدَ عادٍ فقلتُ: أعوذُ باللَّهِ أن أَكونَ مثلَ وافدِ عادٍ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: وما وافدُ عادٍ؟ قالَ: فقلتُ: على الخبيرِ سقطتَ، إنَّ عادًا لمَّا أُقْحِطَت بعثَت قيلًا فنزلَ على بَكْرِ بنِ معاويةَ بن وائل فسقاهُ الخمرَ وغنَّتهُ الجرادتانِ ، ثمَّ خرجَ يريدُ جبالَ مَهْرةَ فقالَ: اللَّهمَّ إنِّي لم آتِكَ لمريضٍ فأداويَهُ ولا لأسيرٍ فأفاديَهُ فاسقِ عبدَكَ ما كنتَ مُسْقيَهُ، واسقِ معَهُ بَكْرَ بنَ معاويةَ، يشكرُ لَهُ الخمرَ الَّتي سقاهُ، فرُفِعَ لَهُ سحاباتٌ، فقيلَ لَهُ: اختر إحداهنَّ، فاختارَ السَّوداءَ منهنَّ، فقيلَ لَهُ: خُذها رمادًا رَمددًا ، لا تذرُ من عادٍ أحدًا، وذُكِرَ أنَّهُ لم يُرسَلْ عليهم منَ الرِّيحِ إلَّا قدرُ هذِهِ الحلقةِ - يعني حلقةَ الخاتمِ ثمَّ قرأَ: إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ الآيةَ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : رجل من ربيعة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم : 3273
التخريج : أخرجه الترمذي (3273) بلفظه، وأحمد (15954)، والطبري في ((جامع البيان)) (10/ 276) كلاهما مطولا بنحوه .
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الذاريات علم - القصص إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام علم - أخذ كل علم من أهله
|أصول الحديث | شرح الحديث

أصول الحديث:


سنن الترمذي (5/ 391)
: 3273 - حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن سلام، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن رجل من ربيعة قال: قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده وافد عاد، فقلت: ‌أعوذ ‌بالله ‌أن ‌أكون ‌مثل ‌وافد ‌عاد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما وافد عاد؟ قال: فقلت: على الخبير بها سقطت، إن عادا لما أقحطت بعثت قيلا فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مهرة فقال: اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه، فاسق عبدك ما كنت مسقيه، واسق معه بكر بن معاوية، يشكر له الخمر التي سقاه، فرفع له سحابات، فقيل له: اختر إحداهن، فاختار السوداء منهن، فقيل له: خذها رمادا رمددا، لا تذر من عاد أحدا، وذكر أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر هذه الحلقة - يعني حلقة الخاتم ثم قرأ: {إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم} [الذاريات: 42] الآية: وقد روى غير واحد هذا الحديث عن سلام أبي المنذر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان " ويقال له: الحارث بن يزيد " .

[مسند أحمد] (25/ 306 ط الرسالة)
: 15954 - حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي، قال: حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري، قال: خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررت بالربذة، فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها، فقالت لي: يا عبد الله، إن لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فهل أنت مبلغي إليه؟ قال: فحملتها، فأتيت المدينة، فإذا المسجد غاص بأهله، وإذا راية سوداء تخفق وبلال متقلد السيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها. قال: فجلست. قال: فدخل منزله - أو قال رحله - فاستأذنت عليه، فأذن لي، فدخلت فسلمت، فقال: " هل كان بينكم وبين بني تميم شيء؟ " قال: فقلت: نعم. قال: وكانت لنا الدبرة عليهم، ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها، فسألتني أن أحملها إليك، وها هي بالباب، فأذن لها، فدخلت، فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزا، فاجعل الدهناء، فحميت العجوز، واستوفزت، قالت: يا رسول الله، فإلى أين تضطر مضرك؟ قال: قلت: إنما مثلي ما قال الأول: معزاة حملت حتفها، حملت هذه، ولا أشعر أنها كانت لي خصما، أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد. قال: " هيه وما وافد عاد؟ " - وهو أعلم بالحديث منه، ولكن يستطعمه - قلت: إن عادا قحطوا، فبعثوا وافدا لهم يقال له: قيل، فمر بمعاوية بن بكر، فأقام عنده شهرا، يسقيه الخمر، وتغنيه جاريتان، يقال لهما: الجرادتان ، فلما مضى الشهر خرج جبال تهامة، فنادى: اللهم إنك تعلم أني لم أجئ إلى مريض فأداويه، ولا إلى أسير فأفاديه، اللهم اسق عادا ما كنت مسقيه ، فمرت به سحابات سود، فنودي منها: اختر. فأومأ إلى سحابة منها سوداء، فنودي منها: خذها رمادا رمددا، ولا تبقي من عاد أحدا. قال: فما بلغني أنه بعث عليهم من الريح إلا قدر ما يجري في خاتمي هذا حتى هلكوا. قال أبو وائل: وصدق. قال: فكانت المرأة والرجل إذا بعثوا وافدا لهم قالوا: لا تكن كوافد عاد .

تفسير الطبري (10/ 276)
: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا زيد بن الحباب، قال: ثنا سلام أبو المنذر النحوي، قال: ثنا عاصم، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكرى، قال: خرجت لأشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررت بالربذة، فإذا عجوز منقطع بها من بني تميم، فقالت: يا عبد الله، إن لى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة، فهل أنت مبلغى إليه؟ قال: فحملتها، فقدمت المدينة. قال: فإذا رايات سود، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث بعمرو بن العاص وجها. قال: فجلست حتى فرغ. قال: فدخل منزله - أو قال: رحله - فاستأذنت عليه، فأذن لي، فدخلت فقعدت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل كان بينكم وبين تميم شيء؟ " قال: قلت: نعم، وكانت الدبرة عليهم، وقد مررت بالربذة، فإذا عجوز منهم منقطع بها، فسألتني أن أحملها إليك وها هي بالباب، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت، فقلت: يا رسول الله، اجعل بيننا وبين تميم الدهناء حاجزا. فحميت العجوز واستوفرت وقالت: فأين تضطر مضرك يا رسول الله؟ قال: قلت: أنا كما قالوا: معزى حملت حتفا، حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لى خصما، أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد، قال: "وما وافد عاد؟ ". قال: على الخبير سقطت. قال: وهو يستطعمنى الحديث. قلت: إن عادا قحطوا، فبعثوا قيلا وافدا، فنزل على بكر، فسقاه الخمر شهرا، وتغنيه جاريتان يقال لهما: الجرادتان. فخرج إلى جبال مهرة، فنادى: إني لم أجئ لمريض فأداويه، ولا لأسير فأفاديه، اللهم اسق عادا [ما كنت مسقيه] فمرت به سحابات سود، فنودى منها: خذها رمادا رمددا، لا تبقى من عاد أحدا. قال: فكانت المرأة تقول: لا تكن كوافد عاد. فما بلغنى أنه أرسل عليهم من الريح يا رسول الله، إلا قدر ما يجرى في خاتمي. قال أبو وائل: فكذلك بلغنى