الموسوعة الحديثية


- كنتُ أسألُ الناسَ عن حَديثِ عَديِّ بنِ حاتِمٍ، وهو إلى جَنْبي، لا آتيهِ، ثم أتَيتُه، فسألتُه، فقال: بُعِثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَرِهتُه، ثم كُنتُ بأرضِ الرُّومِ، فقُلتُ: لو أتَيتُ هذا الرَّجُلَ، فإنْ كان صادِقًا تَبِعتُه. فلمَّا قَدِمتُ المَدينةَ، استَشرَفَني الناسُ، فقال لي: يا عَديُّ، أسلِمْ، تَسلَمْ. قُلتُ: إنَّ لي دِينًا. قال: أنا أعلَمُ بدِينِكَ مِنكَ، ألستَ تَرأسُ قَومَكَ؟ قُلتُ: بلى. قال: ألستَ رَكوسيًّا تأكُلُ المِرْباعَ؟ قُلتُ: بلى. قال: فإنَّ ذلك لا يَحِلُّ لكَ في دِينِكَ. فتَضَعضَعتُ لذلك. ثم قال: يا عَديُّ، أسلِمْ، تَسلَمْ، فأظُنُّ ممَّا يَمنَعُكَ أنْ تُسلِمَ خَصاصةً تَراها بمَن حَوْلي، وأنَّكَ تَرى الناسَ علينا إلْبًا واحِدًا، هل أتَيتَ الحيرةَ؟ قُلتُ: لم آتِها، وقد عَلِمتُ مَكانَها. قال: تُوشِكُ الظَّعينةُ أنْ تَرتَحِلَ مِن الحيرةِ بغَيرِ جِوارٍ حتى تَطوفَ بالبَيتِ، ولَتُفتَحَنَّ علينا كُنوزُ كِسْرى. قُلتُ: كِسْرى بنِ هُرمُزَ؟! قال: كِسْرى بنِ هُرمُزَ، ولَيَفيضَنَّ المالُ حتى يُهِمَّ الرَّجُلَ مَن يَقبَلُ منه مالَهُ صَدَقةً. قال عَديٌّ: فلقد رأيتُ اثنَتَيْنِ، وأحلِفُ باللهِ لَتَجيئَنَّ الثالثةُ -يَعني فَيضَ المالِ.
الراوي : أبو عبيدة بن حذيفة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/163 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي