الموسوعة الحديثية


- لمَّا فَرَّ ابنُ زِيادٍ، ورُتِّبَ مَرْوانُ بالشامِ، وابنُ الزُّبَيرِ بمكةَ، اغتَمَّ أبي، وقال: انطَلِقْ معي إلى أبي بَرزةَ الأسلَميِّ. فانطَلَقْنا إليه في دارِهِ، فقال: يا أبا بَرزةَ، ألَا ترى؟ فقال: إنِّي أحتَسِبُ عنْدَ اللهِ أنِّي أصبَحتُ ساخِطًا على أحياءِ قُرَيشٍ... وذكَرَ الحَديثَ. وتَمامُه: وأنَّكم مَعشَرَ العَرَبِ كُنتُم على الحالِ الذي قد عَلِمْتم مِن جَهالَتِكم والقِلَّةِ والذِّلَّةِ والضَّلالةِ، وأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ نَعَشَكم بالإسلامِ، وبمحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيرِ الأنامِ، حتى بَلَغَ بكم ما تَرَوْنَ، وأنَّ هذه الدُّنيا هي التي أفسَدَتْ بَينَكم، وأنَّ ذاك الذي بالشامِ واللهِ إنْ يُقاتِلُ إلَّا على الدُّنيا، وأنَّ الذي حَولَكمُ، الذين تَدعونَهم قُرَّاءَكم، واللهِ لن يُقاتِلوا إلَّا على الدُّنيا. قال: فلمَّا لم يَدَعْ أحَدًا، قال له أبي: بما تأمُرُ إذَنْ؟ قال: لا أرى خَيرَ الناسِ اليَومَ إلَّا عصابةً مُلبَّدَةً، خِماصَ البُطونِ مِن أموالِ الناسِ، خِفافَ الظُّهورِ مِن دِمائِهم.
الراوي : أبو المنهال | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم : 3/43 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات.