الموسوعة الفقهية

المطلب الثَّاني: إذا سَمِعَ الصَّائِدُ للصَّيْدِ حِسًّا


إذا سَمِع الصَّائِدُ حِسًّا ، فظَنَّه صَيْدًا، فأَرسَلَ كلبَه أو سهمَه، فإنَّه يُباحُ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنَفيَّةِ ، والمالِكيَّةِ ، والشَّافِعيَّةِ ، والحنابلة
الأدلَّة:
أوَّلًا: مِنَ الكتاب
قولُه تعالى: فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ [المائدة: 4]
وجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ اللهَ تعالى أَباحَ ما أَمسكَ عليْنا مِنَ الصَّيْدِ، وهو عامٌّ في كلِّ صَيْدٍ
ثانيًا: مِنَ السُّنَّة
عن عَدِيِّ بنِ حاتمٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إذا أَرسلْتَ كلبَكَ المُعَلَّمَ، وذَكَرْتَ اسمَ اللهِ عليه، فكُلْ. قُلْتُ: وإنْ قَتَلْنَ؟ قال: وإنْ قَتَلْنَ، ما لم يَشْرَكْها كلبٌ ليس معها ))
وجهُ الدَّلالةِ:
أَباحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّيْدَ إذا أَرسَلَ الكلْبَ وسَمَّى اللهَ، وهو عامٌّ في كلِّ إرسالٍ
ثالثًا: أنَّه وَقَع اصطِيادًا مع قصْدِه ذلك
رابعًا: أنَّه ظَنَّ وُجودَ الصَّيْدِ، أَشْبَهَ ما لو رآهُ

انظر أيضا:

  1. (1) سماعُ الحِسِّ يُؤدِّي إلى معرفةِ وجودِ الصَّيْدِ، وليس رؤيتَه، وهو كافٍ في قصْدِ الصَّيْدِ. يُنظر: ((حاشية العدوي على شرح الخَرَشي)) (3/14).
  2. (2) ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلعي (6/56)، ((العناية)) للبابرْتي (10/126).
  3. (3) ((حاشية الدسوقي على الشرح الكبير)) (2/104). ويُنظر: ((حاشية العدوي على شرح الخرشي)) (3/14).
  4. (4) ((المجموع)) للنَّووي (9/119)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (9/316)، ((حاشيتا قليوبي وعميرة)) (4/242)، ((حاشية البُجَيْرمي على الخطيب)) (4/304).
  5. (5) ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (3/432)، ((مطالب أولي النهى)) للرُّحيباني (6/351)، ويُنظر: ((المغني)) (9/378).
  6. (6) ((المغني)) لابن قُدامةَ (9/377).
  7. (7) أخرجه البخاري (5484)، ومسلم (1929) واللَّفظ له.
  8. (8) ((المغني)) لابن قُدامةَ (9/377).
  9. (9) ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلعي (6/56).
  10. (10) ((المغني)) لابن قُدامةَ (9/378).