الموسوعة الفقهية

المطلب الثاني: تَكرارُ التَّعزيةِ


يُكْرَه تَكرارُ التعزيةِ [9108] قال ابن عثيمين: (ولكنْ هل تُكَرَّر التعزيةُ بمعنى: أنَّك إذا عَزَّيْتَه اليومَ ثم رأيتَه من الغَدِ، هل تُعيدُ التعزيَةَ عليه؟ أقول: إن وُجِدَ سببٌ فنعم، فمثلًا: لو عزَّيْتَه اليومَ، وأتيتَه من الغَدِ ووجَدْتَ الرَّجُلَ ما زال حزينًا، وما زالَ يبكي مثلًا، فإني أقولُ له: يا أخي، اتَّقِ اللهَ عَزَّ وجلَّ، ولا تؤذِ الميِّتَ؛ لأنَّ المَيِّت يُعَذَّبُ ببكاءِ أَهْلِه عليه، ولكنْ ليس تعذيبَ عقوبةٍ بل تعذيبَ تألُّمٍ وضِيقِ نَفْسٍ، وما أشبه ذلك. فصار الخلاصةُ: أنَّها لا تختَصُّ بأحدٍ، وإنَّما تشمَلُ كلَّ مُصابٍ، ولا تختصُّ بمكانٍ، ولا تختصُّ بزَمَنٍ؛ ما دام أثَرُ المصيبةِ باقيًا فعَزِّه، أمَّا تَكرارُها فكما عَلِمْتُم إنِ دَعَتِ الحاجةُ إلى ذلك، وإلَّا فلا تُكَرَّر). ((لقاء الباب المفتوح)) (رقم 98). ؛ نصَّ عليه الحَنفيَّة [9109] ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/207)، ((مراقي الفلاح)) للشرنبلالي (ص: 228). ، والحَنابِلَة [9110] ((الإنصاف)) المرداوي (2/395)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/160). ، وذلك لحصولِ الغَرَضِ من التعزِيَةِ؛ ولما فيه من تجديد الحزن [9111] ((فيض القدير)) للمناوي (4/366).

انظر أيضا: