الموسوعة الفقهية

المَبحثُ الثاني: الخروجُ للاستسقاءِ والدُّعاء


يُشرَعُ الخروجُ للاستسقاءِ والدُّعاءِ والضَّراعةِ إلى اللهِ سبحانَه.
الأدلَّة:
أولًا: من الكِتاب
قال الله تعالى- حِكايةً عن نوحٍ عليه السَّلام-: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح: 10- 12]
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّه جعَل الاستغفارَ سببَ نزولِ الغيثِ ((الذخيرة)) للقرافي (2/435).
ثانيًا: من السُّنَّة
عن عبدِ الله بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ، قال: ((رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا خرَج يستسقي، قال: فحوَّل إلى الناس ظَهرَه، واستقبل القِبلةَ يَدْعو، ثمَّ حوَّلَ رِداءَه، ثم صلَّى لنا ركعتينِ، جهَر فيهما بالقراءةِ )) رواه البخاري (1025)، ومسلم (894).
ثالثا: مِنَ الِإِجْماع
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عبد البَرِّ قال ابنُ عبد البَرِّ: (أجمَع العلماءُ على أنَّ الخروج إلى الاستسقاء، والبروزَ والاجتماعَ إلى الله عزَّ وجلَّ خارجَ المصر بالدُّعاء والضَّراعة إليه تبارك اسمُه في نزول الغيثِ عندَ احتباس ماءِ السَّماءِ وتمادي القَحطِ- سُنَّةٌ مسنونةٌ سنَّها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لا خِلافَ بين علماء المسلمين في ذلك) ((التمهيد)) (17/172). ، وابنُ بَطَّال قال ابنُ بطَّال: (أجمَع المسلمون على جوازِ الخروجِ إلى الاستِسقاء، والبُروز إليه في المصلَّى عند إمساكِ الغَيث عنهم، واختَلفوا في الصَّلاة). ((شرح صحيح البخاري)) (3/5). ، وابنُ رُشدٍ قال ابنُ رُشد: (أجمَع العلماءُ على أنَّ الخروجَ إلى الاستسقاء، والبروزَ عن المِصر، والدُّعاء إلى الله تعالى والتضرُّع إليه في نزول المطرِ سُنَّةٌ سنَّها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) ((بداية المجتهد)) (1/224). ، والنوويُّ قال النوويُّ: (الاستسقاءُ بالدُّعاء بلا صلاةٍ لا خِلافَ في جوازه). ((شرح النووي على مسلم)) (6/187).

انظر أيضا: