الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الأول: أن تكونَ الخُطبةُ على مِنْبَرٍ


يُستحبُّ أن تكونَ الخُطبةُ على مِنبَرٍ.
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
1- عن أبي حازمٍ: ((أنَّ نفرًا جاؤوا إلى سَهلِ بنِ سَعدٍ، قد تماروا في المنبرِ مِن أيِّ عودٍ هو؟ فقال: أمَا واللهِ إنِّي لأعرفُ مِن أيِّ عودٍ هو، ومَن عَمِلَه، ورأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أولَ يومٍ جلَس عليه، قال فقلتُ له: يا أبا عبَّاس، فحدِّثْنا، قال: أَرسلَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى امرأةٍ- قال أبو حازم: إنَّه ليُسمِّيها يومئذٍ- انظري غُلامَكِ النَّجارَ، يَعمَلُ لي أعوادًا أُكلِّمُ الناسَ عليها، فعَمِل هذه الثلاثَ دَرجاتٍ، ثم أمَر بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فوُضِعَتْ هذا الموضعَ، فهي مِن طَرْفاءِ الغابةِ طَرْفَاء الغابَة: هي موضعٌ قريبٌ من المدينةِ من عَواليها. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (3/399). ، ولقدْ رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام عليه فكبَّر وكبَّر الناسُ وراءَه، وهو على المنبرِ، ثم رَفَع فنزَلَ القَهْقرَى [5824] القَهْقَرى: الرُّجوع والمشي إلى خَلْف من غير أنْ يُعيدَ وجهه إلى جِهة مَشيِه. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (2/801)، ((النهاية)) لابن الأثير (4/129). ) حتى سجَد في أصلِ المنبر، ثم عاد، حتى فرَغَ من آخِر صلاتِه، ثم أقبلَ على النَّاس، فقال: يا أيُّها الناس، إنِّي صنعتُ هذا لتأتمُّوا بي، ولتَعلَمُوا صلاتِي )) رواه البخاري (917)، ومسلم (544).
2- عن السَّائِبِ بنِ يَزيدَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كانَ النِّداءُ يوم الجُمُعة أوَّلُه إذا جلَس الإمامُ على المنبرِ على عهدِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبي بكرٍ، وعُمرَ... )) رواه البخاري (912).
3- عن أمِّ هِشامِ بِنتِ حارثةَ بنِ النُّعمانِ، قالت: ((لقدْ كان تَنُّورُنا وتنُّورُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واحدًا سنتينِ أو سنةً وبعضَ سنةٍ، وما أخذتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق: 1] إلَّا عن لسانِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرؤُها كلَّ يوم جُمُعةٍ على المنبرِ إذا خطَبَ النَّاسَ )) رواه مسلم (873).
ثانيًا: مِنَ الِإِجْماع
نقَل الإجماعَ على ذلك: النوويُّ قال النوويُّ: (أجمَع العلماءُ على أنَّه يُستحَبُّ كون الخُطبة على مِنبر؛ للأحاديثِ الصحيحة التي أشَرْنا إليها) ((المجموع)) (4/527). ، وابنُ مُفلحٍ قال برهان الدين ابنُ مفلح: ("ومِن سُننهما أن يَخطُب على منبر"... ويُسمى مِنبرًا؛ لارتفاعِه، من النَّبر، وهو الارتفاع، واتخاذه سُنَّةٌ مُجمَع عليها) ((المبدع)) (2/147). ، والمرداويُّ قال المـَرداويُّ: (ومِن سُننها: أن يخطُبَ على مِنبَر، أو موضع عالٍ، بلا نِزاع) ((الإنصاف)) (2/277).
ثالثًا: أنَّه أبلغُ في الإعلامِ وإسماعِ النَّاسِ ((المجموع)) للنووي (4/527)، ((المغني)) لابن قدامة (2/219).
رابعًا: أنَّ الناسَ إذا شاهَدوا الخطيبَ كان أبلغَ في وعْظِهم ((المجموع)) للنووي (4/527).

انظر أيضا: