الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الثَّالِثُ: مالُ الفِداءِ يُعَدُّ مِنَ الغَنيمةِ


إذا فادى المُسلِمونَ الأُسارى كان مالُ الفِداءِ مِنَ الغَنيمةِ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ [225] أمَّا الحَنَفيَّةُ فلا يَرَونَ جَوازَ الفِداءِ إلَّا عِندَ الحاجةِ. ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (3/ 249)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (5/ 90). : المالِكيَّةِ [226] ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (1/ 398)، ((الشرح الكبير)) للدردير (2/ 184). ، والشَّافِعيَّةِ [227] ((مغني المحتاج)) للشربيني (6/ 39)، ((حاشية الجمل على شرح المنهج)) (5/ 197)، ((حاشية البجيرمي على شرح المنهج)) (4/ 257). ، والحَنابِلةِ [228] ((المبدع شرح المقنع)) لبرهان الدين ابن مفلح (3/ 340)، (( كشاف القناع)) للبهوتي (3/ 53). ، وحُكِيَ عَدَمُ العِلمِ بالخِلافِ [229] قال بُرهانُ الدِّينِ ابنُ مُفلِحٍ: (وما أُخِذَ مِنَ الفِديةِ -أي: مِن فِديةِ الأُسارى- فهو غَنيمةٌ بغَيرِ خِلافٍ نَعلَمُه؛ لأنَّه عليه السَّلامُ قَسَمَ فِداءَ أُسارى بَدرٍ بَينَ الغانِمينَ، ولأنَّه مالٌ حَصَلَ بقوَّةِ الجَيشِ أشبَهَ السِّلاحَ). ((المبدع شرح المقنع)) (3/ 340). ويُنظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (3/ 53). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: من الكتابِ
قال تعالى: لَولا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُم فيما أخَذتُم عَذابٌ عَظيمٌ فكُلوا مِمَّا غَنِمتُم حَلالًا طَيِّبًا [الأنفال: 68]
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ اللهَ تَعالى أحَلَّ الغَنيمةَ لَهم، وعَدَّ فِداءَ الأُسارى غَنيمةً [230] يُنظر: ((شرح مشكل الآثار)) للطحاوي (8/ 360). .
ثانيًا: لأنَّه لَمَّا صارَ بَدَلُ الأسرِ مالًا تَعَلَّقَ حَقُّ الغانِمينَ به؛ لأنَّهم أسَروه وقَهَروه [231] يُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (9/ 224).

انظر أيضا: