الموسوعة الفقهية

الفَرعُ الأوَّلُ: إلحاقُ المُقِرِّ النَّسَبَ بغَيرِه


يَصِحُّ إلحاقُ المُقِرِّ النَّسَبَ بغَيرِه [1838] كأن يُقِرَّ بنَسَبِ أخٍ أو ابنِ عَمٍّ، فيَقولُ: هذا أخي ابنُ أبي، أو ابنُ أُمِّي، أو ابنُ عَمِّي. بشُروطٍ [1839] سيأتي ذِكرُ هذه الشُّروطِ مَعَ مُراعاةِ الشُّروطِ السَّابِقةِ في الإقرارِ بالنَّسَبِ لنَفسِه. ، باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ [1840] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (5/ 28)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (7/ 255). ، والمالِكيَّةِ [1841] ((التاج والإكليل)) للمواق (7/ 258)، ((منح الجليل)) لعليش (6/ 484). ، والشَّافِعيَّةِ [1842] ((العزيز شرح الوجيز)) للرافعي (11/ 198)، ((روضة الطالبين)) للنووي (4/ 420). ، والحَنابِلةِ [1843] ((المبدع شرح المقنع)) لبرهان الدين ابن مفلح (8/ 374)، ((الإنصاف)) للمرداوي (12/ 150). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
عَن عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها قالت: ((اختَصَمَ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ وعَبدُ بنُ زَمعةَ في غُلامٍ، فقال سَعدٌ: هذا يا رَسولَ اللهِ ابنُ أخي عُتبةَ بنِ أبي وقَّاصٍ، عَهِدَ إلَيَّ أنَّه ابنُه، انظُرْ إلى شَبَهِه، وقال عَبدُ بنُ زَمعةَ: هذا أخي يا رَسولَ اللهِ، وُلِدَ على فِراشِ أبي مِن وليدَتِه، فنَظَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى شَبَهِه، فرَأى شَبَهًا بَيِّنًا بعُتبةَ، فقال: هو لَكَ يا عَبدُ، الولَدُ للفِراشِ، ولِلعاهِرِ الحَجَرُ، واحتَجِبي مِنهُ يا سَودةُ بنتَ زَمعةَ. قالت: فلَم يَرَ سَودةَ قَطُّ)) [1844] رواه البخاري (6765) ومسلم (1457). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
قَولُه: ((هذا أخي يا رَسولَ اللهِ، وُلِدَ على فِراشِ أبي مِن وليدَتِهـ)) أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَبِلَ قَولَ عَبدِ بنِ زَمعةَ لَمَّا ادَّعى نَسَبَ وليدةِ أبيه، وأثبَتَ نَسَبَه منه [1845] يُنظر: ((الممتع في شرح المقنع)) لابن المنجى (3/420). .
ثانيًا: لأنَّ الوارِثَ يَقومُ مَقامَ مَوروثِه في حُقوقِه مِنَ الدَّينِ وغَيرِه، فكَذا النَّسَبُ [1846] يُنظر: ((الممتع في شرح المقنع)) لابن المنجى (3/420). .
ثالثًا: لتَشَوُّفِ الشَّارِعِ للُحوقِ النَّسَبِ [1847] يُنظر: ((الشرح الكبير)) للدردير (3/ 412)، ((حاشية الصاوي على الشرح الصغير)) (3/ 540). .

انظر أيضا: