موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تعريفُه وعلامتُه


المُضارِعُ: هو ما دلَّ على زَمانَيِ الحالِ والاستِقبالِ ، أو هو ما دلَّ على حُدوثِ شَيءٍ في زَمَنِ التكَلُّمِ أو بَعْدَه، وسُمِّيَ مُضارِعًا من المُضارَعةِ، بمعنى المُشابَهةِ؛ لأنَّه شابَهَ الاسمَ مِن جِهاتٍ؛ أحَدُها: أنَّه يَصلُحُ للحالِ والاستِقبالِ، ومنها: أنَّه يَقَعُ مواقِعَ الأسماءِ ويؤدِّي معانِيَها، ومنها: أنَّ لامَ التأكيدِ -التي تختَصُّ بالأسماءِ في الأصلِ- تدخُلُ عليه .
علامَتُه:
ويُعرَفُ المُضارِعُ بـأُمورٍ هي:
أن يَصلُحَ لأن يُسبَقَ بـ(لم).
ابتداؤه بأحَدِ حُروفِ المُضارَعةِ (أَنَيْتُ/ نأتي/ نَأَيتُ)، وتكونُ:
1- الهَمْزةُ للمُتكَلِّمِ المُفرَدِ.
2- النُّونُ للمُتكَلِّمِ الجَمعِ (أو المُفرَدِ عندما يُعظِّمُ نَفْسَه؛ قال تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عليْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف: 3] ).
3- التَّاءُ للمُخاطَبِ مُطلَقًا؛ مُفرَدًا كان أو مُثنًّى أو مجموعًا، مُذَكَّرًا أو مُؤَنَّثًا، وللمُفرَدةِ الغائبةِ، ولمُثنَّى الغائبَتَينِ، مِثْلُ: فاطمةُ تَكتُبُ، والفاطِمتانُ تكتُبانِ.
4- الياءُ للغائِبِ المُذَكَّرِ أو جمعِ الغائباتِ، مِثْلُ: محمَّدٌ يَكتُبُ، والنِّسْوةُ يَكتُبْنَ.
يُضافُ لعلاماتِ المُضارِعِ: السِّينُ وسوف، وكي ولن، على أنَّ ابتداءَ المُضارِعِ بأحَدِ حُروفِ (نأتي) يلزَمُ لكُلِّ مُضارِعٍ، أمَّا سوف وأخواتُها فلا يلزَمُ؛ لأنَّ مِن المُضارِعِ ما لا يدخُلُ عليه سوف وأخواتُها، مِثْلُ: أَهَاءُ وأَهَلُمَّ .
تنبيهان:
لا يُكتفى بابتداءِ المُضارِع بحروفِ (نأتي)؛ إذ لا بُدَّ من الشُّعورِ بدَلالتِها، فقد يُبتدَأُ بهذه الأحرُفِ ولا يكونُ الفِعلُ مُضارِعًا، مِثْلُ: أكْرَمْتُ فُلانًا، وتَكَرَّمَ فلانٌ، ونَرْجَسَ الدَّواءَ -جعل فيه النَّرْجِسَ- ويَرْنَأَ الشَّيبَ، أي: خَضَّبه .
إذا دلَّت كَلِمةٌ على معنى المُضارِع ولم تقبَلْ (لم)، فهي اسمُ فِعلٍ، مِثْلُ: آهٍ بمعنى أتوَجَّعُ .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((المفتاح في الصرف)) لعبد القاهر الجرجاني (ص: 53).
  2. (2) يُنظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/ 210، 211).
  3. (3) يُنظر: ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لابن ناظر الجيش (1/ 173)، ويُقال: ما أَهاءُ يا هذا، أي: ما آخُذُ وما أعطِي، وأَهَلُمَّ: إذا قيل لك: هُلَمَّ كذا وكذا، قُلتَ: لا أَهَلُمُّه، أي: لا أعطيك ما تريدُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/ 482)، و(12/ 618).
  4. (4) يُنظر: ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لابن ناظر الجيش (1/ 173).
  5. (5) يُنظر: ((أوضح المسالك)) لابن هشام (ص: 12).