موسوعة اللغة العربية

المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تعريفُه وعلامَتُه

الماضي: هو ما دَلَّ على زَمَنٍ قَبْلَ زمانِ الإخبارِ، ويُسَمَّى (الغابِرَ) .
علامَتُه:
يُعْرَفُ الفِعلُ الماضي بقَبولِه دُخولَ تاءِ الفاعِلِ -سواءٌ أكانت لمخاطَبٍ أو متكَلِّمٍ-، وتاءِ التأنيثِ .
والسَّبَبُ في ذلك أنَّ كِلْتا التَّاءَينِ لا تدخُلانِ المُضارِعَ؛ لاستغنائِه عنهما بتاءِ المُضارَعةِ، ولا تدخُلانِ الأمرَ؛ لاستغنائِه بياءِ المُخاطَبةِ.
تنبيهٌ:
إذا دلَّت كَلِمةٌ على معنى الماضي ولم تَقبَلْ إحدى التاءَينِ، فهي اسمُ فِعلٍ، مِثْلُ: هَيْهَاتَ، بمعنى بَعُدَ، وشتَّانَ بمعنى افتَرَقَ .
مسألةٌ: الخِلافُ في كَونِ الماضي أصلَ الأفعالِ
في المسألةِ رأيانِ:
الرأيُ الأوَّلُ: الماضي ليس بأصلٍ، إنما الأفعالُ الثَّلاثةُ (الماضي، والمُضارِعُ، والأمرُ) أُصولٌ، وهو رأيُ الجُمْهورِ .
الرأي الثَّاني: ذهب بَعْضُ النُّحاةِ إلى أنَّ الماضِيَ أصلُ الأفعالِ؛ لأسبابٍ:
1- لأنَّه أسبَقُ الأفعالِ في الزَّمَنِ.
2- لاعتِلالِ المُضارِعِ، والأمرِ باعتِلالِه.
3- لأنَّ المُضارِعُ هو الماضي مع الزَّوائِدِ، والأمرُ منه يكونُ بَعْدَ حَذْفِ الزِّيادةِ .

انظر أيضا:

المَطْلَبُ الثَّاني: حالاتُه الزَّمَنِيَّةُ.

(1) يُنظر: ((المفتاح في الصرف)) لعبد القاهر الجرجاني (ص: 53).
(2) بتلك العلاماتِ استدَلَّ ابنُ السَّرَّاجِ وثَعلَبٌ على فِعْلِيَّةِ (عسى)، تقولُ: عَسَتْ أن تُفلِحَ، واستدَلَّ أبو عليٍّ الفارِسيُّ على فِعليَّةِ (ليس)، تقولُ: ليست هِندٌ ظالِمةً، واستدَلَّ الفرَّاءُ على أنَّ (نِعْمَ) ليست اسمًا؛ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((من توضَّأَ يومَ الجُمُعةِ فبها ونِعْمَتْ)). يُنظر: ((شرح شذور الذهب)) لابن هشام (ص: 28).
(3) يُنظر: ((أوضح المسالك)) لابن هشام (ص: 12).
(4) يُنظر: ((همع الهوامع في شرح جمع الجوامع)) للسيوطي (1/ 45).
(5) يُنظر: ((همع الهوامع في شرح جمع الجوامع)) للسيوطي (1/ 45).