موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّالِثُ: حُروفُ الإلحاقِ ومَواقِعُها


إن كانَ الإلحاقُ بالتَّكريرِ فإنَّ جَميعَ حُروفِ الهِجاءِ تَشتَرِكُ فيه إلَّا الألِفَ؛ لأنَّها لا تُكَرَّرُ، وإن كانَ بغَيرِ التَّكريرِ فإنَّه يَكونُ مِن حُروفِ الزِّيادةِ (سَألتُمونِيها) إلَّا في حُروفِ المَدِّ، فقد شَرَطوا في الألِفِ أن تَكونَ في الطَّرَفِ، وفي الواوِ والياءِ أن يَكونَ قَبلَهُما حَرَكةٌ غَيرُ مُجانِسةٍ؛ كي تَكونَ للإلحاقِ [159] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 232، 236)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 77). .
ومن ثَمَّ فإنَّ الزَّائِدَ للإلحاقِ قِسْمانِ:
1- أن يكونَ مِن غَيرِ حُروفِ الزِّيادةِ، مِثْلُ: الدَّالِ في قَرْدَد.
2- أن يكونَ مِن حُروفِ الزِّيادةِ، ويَقَعَ أوَّلًا ووَسَطًا وآخِرًا، مِثْلُ النُّونِ في: نِفْرِج، وعَقَنْقَل، ورَعْشَن [160]  رَجُلٌ نِفْرِجٌ: الجبانُ الذي ينكَشِفُ عند الحَربِ، والعَقَنْقَل: مَا ارْتَكَم مِنَ الرَّملِ، والرَّعْشَنُ: المرتَعِشُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (2/ 343)، و(11/ 463) و(13/ 256). .
وذَهَبَ بَعضُ النُّحاةِ إلى أنَّ حَرفَ الإلحاقِ يَكونُ في آخِرِ الكَلِمةِ ووَسَطِها، ولا يَكونُ في أوَّلِها إلَّا ومَعَه زائِدٌ آخَرُ (مُساعِدٌ)، وابنُ جِنِّي يَرى أنَّ هَذا الزَّائِدَ يَجِبُ ألَّا يَكونَ حَرفَ مَدٍّ ولِينٍ، والأكثَرُ لا يَقولُ بذلك، مِثْلُ: ألَنْجَج ويَلَنْجَج [161]  الأَلَنْجَجُ واليَلَنْجَجُ: عُودُ الطِّيبِ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (2/ 355). مُلْحَقينِ بسَفَرْجَل؛ فالهَمزةُ والياءُ جاءَتا للإلحاقِ في أوَّلِ الكَلِمةِ، وسوَّغَ ذلك أنَّ مَعَهُما زائِدًا مُساعِدًا (النُّونَ) [162] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 235)، ((المغني في تصريف الأفعال)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (ص: 78). .
مَسألةٌ: الزِّيادةُ على المُلحَقِ
قد تُلحَقُ الكَلِمةُ بكَلِمةٍ أُخرى ثمَّ يُزادُ عليها ما يُزادُ على الكَلِمةِ المُلْحَقِ بها، مِثْلُ: شَيْطَنَ مُلْحَقًا بدَحْرَجَ، ثمَّ زِدْنا على شَيْطَنَ فقُلْنَا: تَشَيْطَنَ، كما قُلْنا: تَدَحْرَجَ، ويُسمَّى مِثْلُه "ذا زيادةِ المُلْحَقِ".
ويُشتَرَطُ للإلحاقِ بكَلِمةٍ مَزيدٍ فيها أن يَكونَ الزَّائِدُ المَوجودُ في المُلحَقِ به مَوجودًا بعَينِه وفي مِثلِ مَكانِه في المُلحَقِ؛ فمَثَلًا: لا يُقالُ: إنَّ (اعْشَوْشَبَ واجْلَوَّذَ) [163]  اعشَوْشَبَ: كَثُرَ العُشْبُ، اجْلَوَّذَ بِهِمُ السَّيْرُ: دَامَ مَعَ السُّرْعَةِ، وَهُوَ مِنْ سَيْرِ الإِبلِ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 601)، و(3/ 482). مُلْحَقانِ باحْرَنْجَمَ؛ لأنَّ الواوَ فيهما في مَوضِعِ النُّونِ في (احْرَنْجَمَ) [164] ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 55). .

انظر أيضا: